responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الشيري )    جلد : 1  صفحه : 80


اليمن ، وقد كنت غضبت لعثمان من الأذى ، فاغضب له من القتل ، والسلام .
وكتب إلى الأحنف بن قيس : أما بعد ، فإنك وافد عمر وسيد مضر ، وحليم أهل العراق ، وقد بلغك مصاب عثمان ، ونحن قادمون عليك ، والعيان أشفى لك من الخبر ، والسلام . وكتب إلى المنذر : أما بعد ، فإن أباك كان رئيسا في الجاهلية ، وسيدا في الإسلام ، وإنك من أبيك بمنزلة المصلي [1] من السابق . يقال : كاد أو لحق ، وقد قتل عثمان من أنت خير منه ، وغضب له من هو خير منك ، والسلام .
فلما وصلت كتبهما إلى القوم ، قام زياد بن مضر ، والنعمان بن شوال ، وغزوان ، فقالوا : ما لنا ولهذا الحي من قريش ؟ أيريدون أن يخرجونا من الإسلام بعد أن دخلنا فيه ؟ ويدخلونا في الشرك بعدما خرجنا منه ؟ قتلوا عثمان ، وبايعوا عليا ، لهم ما لهم ، وعليهم ما عليهم . وكتب كعب بن سور إلى طلحة والزبير : أما بعد ، فإنا غضبنا لعثمان من الأذى والغير باللسان ، فجاء أمر الغير فيه بالسيف ، فإن يك عثمان قتل ظالما ، فما لكما وله ؟ وإن كان قتل مظلوما فغير كما أولى به ، وإن كان أمره أشكل على من شهده ، فهو على من غاب عنه أشكل . وكتب الأحنف إليهما : أما بعد ، فإنه لم يأتنا من قبلكم أمر لا نشك فيه إلا قتل عثمان ، وأنتم قادمون علينا ، فإن يكن في العيان فضل ، نظرنا فيه ونظرتم ، وإلا يكن فيه فضل فليس في أيدينا ولا في أيديكم ثقة ، والسلام . وكتب المنذر : أما بعد ، فإنه لم يلحقني بأهل الخير إلا أن أكون خيرا من أهل الشر ، وإنما أوجب حق عثمان اليوم حقه أمس وقد كان بين أظهركم فخذلتموه ، فمتى استنبطتم هذا العلم ، وبدا لكم هذا الرأي ؟ فلما قرآ كتب القوم ساءهما ذلك وغضبا . ثم غدا مروان إلى طلحة والزبير ، فقال لهما : عاودا ابن عمر ، فلعله ينيب ، فعاوداه ، فتكلم طلحة ، فقال : يا أبا عبد الرحمن ، إنه والله لرب حق ضيعناه وتركناه ، فلما حضر العذر قضينا بالحق ، وأخذنا بالحظ ، إن عليا يرى إنفاذ بيعته ، وإن معاوية لا يرى أن يبايع له ، وإنا نرى أن نردها شورى ، فإن سرت معنا ومع أم المؤمنين صلحت الأمور ، وإلا فهي الهلكة . فقال ابن عمر : إن يكن قولكما حقا ففضلا ضيعت ، وإن يكن باطلا فشر منه نجوت ، واعلما أن بيت عائشة خير لها من هودجها ، وأنتما المدينة خير لكما من البصرة ، والذل خير لكما من السيف ، ولن يقاتل عليا إلا من كان خيرا منه ، وأما الشورى فقد والله كانت ، فقدم وأخرتما ،



[1] المصلي من الخيل الذي يلي الأول في السباق ، والسابق الفائز الأول في السباق .

80

نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الشيري )    جلد : 1  صفحه : 80
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست