responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الشيري )    جلد : 1  صفحه : 58


فلما سمع القوم إقبال أهل الشام ، قاموا فألهبوا النار بباب عثمان ، فلما نظر أهل الدار إلى النار ، نصبوا للقتال وتهيئوا ، فكره ذلك عثمان وقال : لا أريد أن تهراق في محجمة دم ، وقال لجميع من في الدار : أنتم في حل من بيعتي ، لا أحب أن يقتل في أحد ، وكان فيهم عبد الله بن عمر ، فقال : يا أمير المؤمنين ، مع من تأمرني أن أكون إن غلب هؤلاء القوم عليك ؟ قال : عليك بلزوم الجماعة . قلت :
فإن كانت الجماعة هي التي تغلب عليك ؟ قال : عليك بلزوم الجماعة حيث كانت . قال : ثم دخل عليه الحسن بن علي ، فقال : مرني بما شئت ، فإني طوع يديك . فقال له عثمان : ارجع يا بن أخي ، اجلس في بيتك حتى يأتي الله بأمره .
ثم دخل عليه أبو هريرة متقلدا سيفه ، فقال : طاب الضراب يا أمير المؤمنين ، قد قتلوا منا رجلا ، وقد ألهبوا النار ، فقال عثمان : عزمت عليك يا أبا هريرة إلا ألقيت سيفك ، قال أبو هريرة : فألقيته فلا أدري من أخذه . قال : ودخل المغيرة بن شعبة ، فقال له : يا أمير المؤمنين إن هؤلاء قد اجتمعوا عليك ، فإن أحببت فالحق بمكة ، وإن أحببت أن نخرق لك بابا من الدار فتلحق بالشام ففيها معاوية وأنصارك من أهل الشام ، وإن أبيت فاخرج ونخرج ، ونحاكم القوم إلى الله تعالى . فقال عثمان : أما ما ذكرت من الخروج إلى مكة ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يلحد بمكة رجل من قريش ، عليه نصف عذاب هذه الأمة من الإنس والجن ، فلن أكون ذلك الرجل إن شاء الله ، وأما ما ذكرت من الخروج إلى الشام ، فإن المدينة دار هجرتي ، وجوار قبر النبي عليه الصلاة والسلام ، فلا حاجة لي في الخروج من دار هجرتي ، وأما ما ذكرت من محاكمة هؤلاء القوم إلى الله ، فلن أكون أول من خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمته بإهراق الدم .
رؤية عثمان أبا بكر وعمر في المنام ثم قال : إني رأيت أبا بكر وعمر أتياني الليلة فقالا لي : صم فإنك مفطر عندنا الليلة [1] . وإني أصبحت صائما ، وإني أعزم على من كان يؤمن بالله واليوم



[1] رواه ابن كثير في البداية والنهاية 7 / 204 من طرق عديدة .

58

نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الشيري )    جلد : 1  صفحه : 58
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست