responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الشيري )    جلد : 1  صفحه : 233


فلما أيقن أهل المدينة بقدوم الجيوش إليهم تشاوروا في الخندق وقالوا : قد خندق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فخندقوا المدينة من كل نواحيها .
ثم جمع عبد الله بن حنظلة أهل المدينة عند المنبر ، فقال : تبايعوني على الموت وإلا فلا حاجة في بيعتكم . فبايعوه على الموت [1] ، ثم صعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أيها الناس ، إنما خرجتم غضبا لدينكم ، فأبلوا إلى الله بلاء حسنا ليوجب لكم به الجنة ومغفرته ، ويحل بكم رضوانه ، واستعدوا بأحسن عدتكم ، وتأهبوا بأكمل أهبتكم ، فقد أخبرت أن القوم قد نزلوا بذي خشب ، ومعهم مروان بن الحكم ، والله إن شاء مهلكه بنقضه العهد والميثاق عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتصايح الناس ، وجعلوا ينالون منه ويسبونه . فقال لهم : إن الشتم ليس بشئ ، ولكن نصدقهم اللقاء ، والله ما صدق قوم قط إلا نصروا ، ثم رفع يديه إلى السماء وقال : اللهم إنا بك واثقون ، وعليك متوكلون ، وإليك ألجأنا ظهورنا ثم نزل . وكان عبد الله بن حنظلة لا يبيت إلا في المسجد الشريف ، وكان لا يزيد على شربة من سويق يفطر عليها إلى مثلها من الغد .
قدوم الجيوش إلى المدينة قال : وذكروا أن أهل الشام لما انتهوا إلى المدينة عسكروا بالجرف [2] ، ومشوا رجالا من رجالهم ، فأحدقوا بالمدينة من كل ناحية لا يجدون مدخلا ، لأنهم قد خندقوها عليهم ، والناس متلبسون السلاح ، قد قاموا على أفواه الخنادق ، وقد حرصوا أن لا يتكلم منهم متكلم ، وجعل أهل الشام يطوفون بها والناس يرمونهم بالحجارة والنبل من فوق الآكام والبيوت ، حتى خرجوا فيهم وفي خيلهم ، فقال مسلم لمروان : أين ما قلت لي بوادي القرى ؟ فخرج مروان حتى جاء بني حارثة ، فكلم رجلا منهم ، ورغبه في الضيعة ، وقال : افتح لنا طريقا ، فأنا أكتب بذلك إلى أمير المؤمنين ، ومتضمن لك عنه شطر ما كان بذل لأهل



[1] وقيل إن المدينة قسمت أرباعا وعلى كل ربع منها قائد . وقيل إن عبد الله بن مطيع كان على قريش من أهل المدينة ، وعبد الله بن حنظلة الغسيل على الأنصار ، ومعقل بن سنان على المهاجرين ( أنظر الطبري 5 / 487 ابن الأثير 2 / 596 الأخبار الطوال ص 265 ، وابن الأعثم 5 / 294 ) .
[2] الجرف : موضع قرب المدينة .

233

نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الشيري )    جلد : 1  صفحه : 233
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست