responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الشيري )    جلد : 1  صفحه : 211


إلى ما خرجا إليه . فقال ابن الزبير . أتريد أن تبايع ليزيد ؟ أرأيت إن بايعناه أيكما نطيع ، أنطيعك أم نطيعه ؟ إن كنت مللت الخلافة فاخرج منها وبايع ليزيد ، فنحن نبايعه ، فكثر كلامه وكلام ابن الزبير ، حتى قال له معاوية في بعض كلامه : والله ما أرك إلا قاتلا نفسك ، ولكأني بك قد تخبطت في الحبالة . ثم أمرهم بالانصراف ، واحتجب عن الناس ثلاثة أيام لا يخرج .
ثم خرج ، فأمر المنادي أن ينادي في الناس ، أن يجتمعوا لأمر جامع فاجتمع الناس في المسجد ، وقعد هؤلاء حول المنبر ، فحمد الله ، وأثنى عليه .
ثم ذكر يزيد وفضله ، وقراءته القرآن ، ثم قال : يا أهل المدينة ، لقد هممت ببيعة يزيد ، وما تركت قرية ولا مدرة [1] إلا بعثت إليها في بيعته ، فبايع الناس جميعا ، وسلموا ، وأخرت المدينة بيعته ، وقلت بيضته وأصله [2] ، ومن لا أخافهم عليه وكان الذين أبوا البيعة منهم من كانوا أجدر أن يصله ، ووالله لو علمت مكان أحد هو خير للمسلمين من يزيد لبايعت له ، فقام الحسين فقال : والله لقد تركت من هو خير منه أبا وأما ونفسا ، فقال معاوية : كأنك تريد نفسك ؟ فقال الحسين :
نعم ، أصلحك الله . فقال معاوية : إذا أخبرك ، أما قولك : خير منه أما ، فلعمري : أمك خير من أمه ، ولو لم تكن إلا أنها امرأة من قريش لكان لنساء قريش فضلهن ، فكيف وهي ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ثم فاطمة في دينها وسابقتها ، فأمك لعمر الله خير من أمه ، وأما أبوك فقد حاكم أباه إلى الله ، فقضى لأبيه على أبيك . فقال الحسين : حسبك جهلك ، آثرت العاجل على الآجل . فقال معاوية : أما ما ذكرت من أنك خير من يزيد نفسا فيزيد والله خير لأمة محمد منك . فقال الحسين : هذا هو الإفك والزور ، يزيد شارب الخمر ، ومشتري اللهو خير مني ؟ فقال معاوية : مهلا عن شتم ابن عمك ، فإنك لو ذكرت عنده بسوء لم يشتمك [3] . ثم التفت معاوية إلى الناس وقال : أيها الناس ، قد علمتم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض ، ولم يستخلف أحدا ، فرأى المسلمون أن يستخلفوا أبا بكر ، وكانت بيعة هدى ، فعمل بكتاب الله وسنة نبيه ، فلما حضرته الوفاة ، رأى أن يستخلف عمر ، فعمل عمر



[1] مدرة : القربة المبنية بالطين واللبن .
[2] في ابن الأعثم قلت هم أصله وقومه وعشيرته .
[3] زيد في فتوح ابن الأعثم : إن علم مني ما أعلمه منه فليقل فيما أقول فيه .

211

نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الشيري )    جلد : 1  صفحه : 211
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست