responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الزيني )    جلد : 1  صفحه : 45


القرآن ، ثم دخل رجل أزرق قصير مجدر ، ومعه جرز [1] من حديد ، فمشى إليه فقال : على أي ملة أنت يا نعثل ، فقال : لست بنعثل ، ولكني عثمان بن عفان ، وأنا على ملة إبراهيم حنيفا وما أنا من المشركين . قال : كذبت . وضربه بالجرز على صدغه الأيسر فغسله الدم ، وخر على وجهه ، وحالت نائلة بنت الفرافصة زوجته بينه وبينه ، وكانت جسيمة ، وألقت بنت شيبة نفسها عليه ، ودخل عليه رجل من أهل مصر ، ومعه سيف مصلت ، فقال : والله لأقطعن أنفه ، فعالج امرأته عنه ، فكشف عنها درعها . فلما لم يصل إليه أدخل السيف بين قرطها ومنكبها ، فضربت على السيف ، فقطع أناملها ، فقالت : يا رباح ، غلام لعثمان أسود ومعه سيف ، أعن عني هذا ، فضربه الأسود فقتله ، ثم دخل آخر معه سيف فقال : أفرجوا لي ، فوضع ذباب السيف في بطن عثمان ، فأمسكت نائلة زوجته السيف ، فحز أصابعها ، ومضى السيف في بطن عثمان فقتله ، فخرجت امرأته وهي تصيح ، وخرج القوم هاربين من حيث دخلوا ، فلم يسمع صوت نائلة ، لما كان في الدار من الجلبة ، فصعدت امرأته إلى الناس ، فقالت إن أمير المؤمنين قد قتل . فدخل الحسن والحسين ومن كان معهما ، فوجدوا عثمان مقتولا قد مثل به فأكبوا عليه يبكون وخرجوا فدخل الناس فوجدوه مقتولا فبلغ عليا الخبر وطلحة والزبير وسعدا ومن كان بالمدينة فخرجوا وقد ذهبت عقولهم ، فدخلوا عليه واسترجعوا ، وأكبوا عليه يبكون ويعولون حتى غشي على علي ثم أفاق ، فقال لابنيه : كيف قتل أمير المؤمنين وأنتما على الباب ؟ فرفع يده فضرب الحسن والحسين ، وشتم محمد بن طلحة ، ولعن عبد الله بن الزبير ، وخرج على وقد سلب عقله ، لا يدري ما يستقبل من أمره ، فقال طلحة : مالك يا أبا الحسن ضربت الحسن والحسين ؟
فقال : يا طلحة ، يقتل أمير المؤمنين ولم نقم عليه بينة ولا حجة ، فقال طلحة : لو دفع مروان لم يقتل . فقال علي : لو دفع مروان قتل قبل أن تقوم عليه حكومة . فخرج علي فأتى منزله ، وأغلق الباب ، وكتبت نائلة بنت الفرافصة إلى معاوية تصف دخول القوم على عثمان ، وأخذه المصحف ليتحرم به ، وما صنع محمد بن أبي بكر وأرسلت بقميص عثمان مضرجا بالدم ممزقا ، وبالخصلة التي نتفها الرجل المصري من لحيته ، فعقدت الشعر في زر القميص ، ثم دعت النعمان ابن بشير الأنصاري ، فبعثته إلى معاوية ، ومضى بالقميص حتى أتى على يزيد بن أسيد ممدا لعثمان بعثه معاوية في أربعة آلاف ، فأخبرهم بقتل عثمان فانصرفوا إلى الشام . قال : ثم دخل أهل مصر الدار ، فلما رأوا عثمان مقتولا ندموا واستحيوا وكره أكثرهم ذلك ، وثار أهل الدار في وجوههم ، فأخرجوهم منها . ثم اقتتلوا عند الباب ، فضرب مروان بالسيف فصرع [2] .



[1] الجرز بضم الجيم وسكون الراء : عمود من حديد .
[2] صرع : طرح على الأرض .

45

نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الزيني )    جلد : 1  صفحه : 45
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست