responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الزيني )    جلد : 1  صفحه : 36


منك ، قال : من هم ؟ قال : لا أخبرك بهم . قال : فلم اجترأت علي من بينهم ؟ فقال مروان :
يا أمير المؤمنين إن هذا العبد الأسود ( يعني عمارا ) قد جرأ عليك الناس ، وإنك إن قتلته نكلت به من وراءه ، قال عثمان : اضربوه ، فضربوه وضربه عثمان معهم حتى فتقوا بطنه ، فغشي عليه ، فجروه حتى طرحوه على باب الدار ، فأمرت به أم سلمة زوج النبي عليه الصلاة والسلام ، فأدخل منزلها ، وغضب فيه بنو المغيرة وكان حليفهم ، فلما خرج عثمان لصلاة الظهر ، عرض له هاشم بن الوليد بن المغيرة ، فقال : أما والله لئن مات عمار من ضربه هذا لأقتلن به رجلا عظيما من بني أمية ، فقال عثمان : لست هناك .
قال : ثم خرج عثمان إلى المسجد ، فإذا هو بعلي وهو شاك معصوب الرأس ، فقال له عثمان : والله يا أبا الحسن ما أدري : أشتهي موتك أم أشتهي حياتك ؟ فوالله لئن مت ما أحب أن أبقى بعدك لغيرك ، لأني لا أجد منك خلفا ، ولئن بقيت لا أعدم طاغيا يتخذك سلما وعضدا ، ويعدك كهفا وملجأ ، لا يمنعني منه إلا مكانه منك ، ومكانك منه ، فأنا منك كالابن العاق من أبيه : إن مات فجعه ، وإن عاش عقه . فإما سلم فنسالم ، وإما حرب فنحارب ، فلا تجعلني بين السماء والأرض ، فإنك والله إن قتلتني لا تجد مني خلفا ، ولئن قتلتك لا أجد منك خلفا ، ولن يلي أمر هذه الأمة بادئ فتنة . فقال علي : إن فيما تكلمت به لجوابا ، ولكني عن جوابك مشغول بوجعي . فأنا أقول كما قال العبد الصالح : ( فصبر جميل ، والله المستعان على ما تصفون ) .
قال مروان : إنا والله إذا لنكسرن رماحنا ، ولنقطعن سيوفنا ، ولا يكون في هذا الأمر خير لمن بعدنا . فقال له عثمان : اسكت ، ما أنت وهذا ؟ فقام إليه رجل من المهاجرين ، فقال له .
يا عثمان ، أرأيت ما حميت من الحمى ( آلله أذن لكم أم على الله تفترون ) فقال عثمان . إنه قد حمى الحمى قبلي عمر لإبل الصدقة ، وإنما زادت فزدت ، فقام عمرو بن العاص فقال .
يا عثمان ، إنك ركبت بالناس نهابير [1] من الأمر ، فتب إلى الله يتوبوا ، فرفع عثمان يديه وقال توبوا إلى الله من كل ذنب ، اللهم إني أول تائب إليك . ثم قام رجل من الأنصار : فقال :
يا عثمان : ما بال هؤلاء النفر من أهل المدينة يأخذون العطايا ولا يغزون في سبيل الله . وإنما هذا المال لمن غزا فيه وقاتل عليه ، إلا من كان من هذه الشيوخ من أصحاب محمد عليه الصلاة والسلام ، فقال عثمان : فاستغفر الله وأتوب إليه . ثم قال : يا أهل المدينة ، من كان له منكم ضرع فليلحق بضرعه ومن كان له زرع فليلحق بزرعه فإنا والله لا نعطي مال الله إلا لمن غزا في سبيله : إلا من كان من هذه الشيوخ من الصحابة . قال : فما بال هذا القاعد الشارب لا تقيم



[1] النهابير والنهابر : المهالك .

36

نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الزيني )    جلد : 1  صفحه : 36
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست