responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الزيني )    جلد : 1  صفحه : 33


ذكر القول والمجادلة لعثمان ومعاوية رضي الله عنهما قال : وذكروا أن ابن عباس قال : خرجت إلى المسجد فإني لجالس فيه مع علي حين صليت العصر ، إذ جاء رسول عثمان يدعو عليا ، فقال علي نعم ، فلما أن ولى الرسول أقبل علي فقال : لم تراه دعاني ؟ قلت له : دعاك ليكلمك ، فقال انطلق معي ، فأقبلت فإذا طلحة والزبير وسعد وأناس من المهاجرين ، فجلسنا فإذا عثمان عليه ثوبان أبيضان ، فسكت القوم ، ونظر بعضهم إلى بعض ، فحمد الله عثمان ، ثم قال : أما بعد ، فإن ابن عمي معاوية هذا قد كان غائبا عنكم وعما نلتم مني ، وما عاتبتكم عليه وعاتبتموني ، وقد سألني أن يكلمكم وأن يكلمه من أراد ، فقال سعد بن أبي وقاص : وما عسى أن يقال لمعاوية أو يقول إلا ما قلت أو قيل لك ؟
فقال على ذلكم تكلم يا معاوية ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد يا معشر المهاجرين وبقية الشورى فإياكم أعني وإياكم أريد ، فمن أجابني بشئ فمنكم واحد ، فإني لم أرد غيركم ، توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايع الناس أحد المهاجرين التسعة ، ثم دفنوا نبيهم ، فأصبحوا سالما أمرهم ، كأن نبيهم بين أظهرهم ، فلما أيس الرجل من نفسه بايع رجلا من بعده أحد المهاجرين ، فلما احتضر ذلك الرجل شك في واحد أن يختاره ، فجعلها في ستة نفر بقية المهاجرين ، فأخذوا رجلا منهم لا يألون عن الخير فيه ، فبايعوه وهم ينظرون إلى الذي هو كائن من بعده ، لا يشكون ولا يمترون ، مهلا مهلا معشر المهاجرين ، فإن وراءكم من إن دفعتموه اليوم اندفع عنكم ، ومن إن فعلتم الذي أنتم فاعلوه دفعكم بأشد من ركنكم وأعد من جمعكم ، ثم استن عليكم بسنتكم ، ورأى أن دم الباقي ليس بممتنع بعد دم الماضي ، فسددوا وارفقوا ، لا يغلبكم على أمركم من حذرتكم ، فقال علي بن أبي طالب : كأنك تريد نفسك يا بن اللخناء لست هنالك ، فقال معاوية : مهلا عن شتم بنت عمك ، فإنها ليست بشر نسائك .
يا معشر المهاجرين ، وولاة هذا الأمر ، ولاكم الله إياه فأنتم أهله ، وهذان البلدان مكة والمدينة مأوى الحق ومنتهاه ، إنما ينظر التابعون إلى السابقين ، والبلدان إلى البلدين فإن استقاموا استقاموا ، وأيم الله الذي لا إله إلا هو لئن صفقت إحدى اليدين على الأخرى لا يقوم السابقون للتابعين ، ولا البلدان للبلدين ، وليسلبن أمركم ولينقلن الملك من بين أظهركم ، وما أنتم في الناس إلا كالشامة السوداء في الثور الأبيض فإني رأيتكم نشبتم في الطعن على خليفتكم ، وبطرتم معيشتكم وسفهتم أحلامكم ، وما كل نصيحة مقبولة ، والصبر على بعض المكروه خير من تحمله كله .
قال : ثم خرج القوم وأمسك عثمان ابن عباس ، فقال له عثمان : يا بن عمي ويا بن خالتي ، فإنه لم يبلغني عنك في أمري شئ أحبه ولا أكرهه علي ولا لي ، وقد علمت أنك رأيت بعض

33

نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الزيني )    جلد : 1  صفحه : 33
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست