responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الزيني )    جلد : 1  صفحه : 183


نسمع عنك ، فبحظك أخذت في تركك قتالنا ، وكفك عنا ، ولزوم بيتك ، ولكن أخرج إلينا ما عندك . قال : والله ما عندي مال ، فنتفوا لحيته ، وضربوه ضربات ، ثم أخذوا كل ما وجدوه في بيته حتى الصواع [1] ، وحتى زوج حمام كان له .
وكان جابر بن عبد الله يومئذ قد ذهب بصره ، فجعل يمشي في بعض أزقة المدينة ، وهو يقول : تعس من أخاف الله ورسوله . فقال له رجل : ومن أخاف الله ورسوله ؟ فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من أخاف المدينة فقد أخاف ما بين جنبي ، فحمل عليه رجل بالسيف ليقتله ، فترامى عليه مروان فأجاره ، وأمر أن يدخله منزله ، ويغلق عليه بابه ، وكان سعيد بن المسيب رحمه الله لم يبرح من المسجد ، ولم يكن يخرج إلا من الليل إلى الليل ، وكان يسمع إذا جاء وقت الأذان أذانا يخرج من قبل القبر الشريف ، حتى آمن الناس ، فكان سعيد يقول : ما رأيت خيرا من الجماعة ، ثم أمر مسلم بالأسارى ، فغلوا بالحديد ، ثم دعا إلى بيعة يزيد ، فكان أول من بايع مروان بن الحكم ، ثم أكابر بني أمية ، حتى أتى على آخرهم .
ثم دعا بني أسد ، وكان عليهم حنقا ، فقال : أتبايعون لعبد الله يزيد بن أمير المؤمنين ولمن استخلف عليكم بعده ، على أن أموالكم ودماءكم وأنفسكم خول له ، يقضي فيها ما شاء ؟ قال يزيد بن عبد الله بن زمعة : إنما نحن نفر من المسلمين لنا ما لهم وعلينا ما عليهم . فقال مسلم :
والله لا أقيلك ، ولا تشرب البارد بعدها أبدا ، فأمر به ، فضربت عنقه . ثم أتى بمعقل بن سنان ، وكان معقل حاملا لواء قومه يوم الفتح مع رسول الله ، فلما دخل عليه قال له : أعطشت يا معقل ؟ قال : نعم أصلح الله الأمير ، قال : حيسوا له شربة من سويق اللوز الذي زودنا به أمير المؤمنين ، فلما شربها قال له : رويت ؟ قال : نعم . فقال مسلم : أما والله لا تبولها من مثانتك أبدا ، فقدم ، فضربت عنقه ، ثم قال : ما كنت لأدعك بعد كلام سمعته منك تطعن به على إمامك ، وكان معقل قد طعن بعض الطعن على يزيد قبل ذلك ، فيما بينه وبين مسلم ، على الاستراحة بذلك ، ثم أمر بمحمد بن أبي الجهم وجماعة من وجوه قريش والأنصار ، وخيار الناس والصحابة والتابعين ، ثم أتى بعبد الله بن الحارث مغلولا . فقال مسلم :
أنت القائل : اقتلوا سبعة عشر رجلا من بني أمية ، لا تروا شرا أبدا ؟ قال :
قد قلتها ، ولكن لا يسمع من أسير أمير ، أرسل يدي ، وقد برئت مني الذمة ، إنما نزلت بعهد الله وميثاقه ، وأيم الله لو أطاعوني وقبلوا مني ما أشرت به عليهم ما تحكمت فتهم أنت أبدا . فقال له مسلم : والله لأقدمنك إلى نار تلظى ، ثم أمر به فضربت عنقه ، فقال



[1] الصواع : الكوز الذي يشرب به .

183

نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الزيني )    جلد : 1  صفحه : 183
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست