responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الزيني )    جلد : 1  صفحه : 181


أهل الشام يطوفون بها الناس يرمونهم بالحجارة والنبل من فوق الآكام والبيوت ، حتى خرجوا فيهم وفي خيلهم ، فقال مسلم لمروان : أين ما قلت لي بوادي القرى ؟ فخرج مروان حتى جاء بني حارثة ، فكلم رجلا منهم ، ورغبه في الضيعة ، وقال : افتح لنا طريقا ، فأنا أكتب بذلك إلى أمير المؤمنين ، ومتضمن لك عنه شطر ما كان بذل لأهل المدينة من العطاء وتضعيفه ، ففتح له طريقا ، ورغب فيما بذل له ، وتقبل ما تضمن له عن يزيد ، فاقتحمت الخيل ، فجاء الخبر إلى عبد الله بن حنظلة ، فأقبل ، وكان من ناحية الطورين ، وأقبل عبد الله بن مقطع ، وكان من ناحية ذناب ، وأقبل ابن أبي ربيعة ، فاجتمعوا جميعا بمن معهم ، بحيث اقتحم عليهم أهل الشام ، فاقتتلوا حتى عاينوا الموت ، ثم تفرقوا .
غلبة أهل الشام على أهل المدينة قال : وذكروا أن عبد الله بن أبي سفيان قال : وقعت مع قوم عند مسجد بني عبد الأشهل ، منهم عبد الله بن زيد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقاتل مسيلمة الكذاب ، ومعه عبد الله بن حنظلة ، ومحمد بن سعد بن أبي وقاص ، وإبراهيم بن فارط ، وإبراهيم بن نعيم ابن النجار ، فهم يقاتلون ويقولون للناس : أين الفرار ؟ والله لأن يقتل الرجل مقبلا خير له من أن يقتل مدبرا . قال : فاقتتلوا ساعة ، والنساء والصبيان يصيحون ويبكون على قتلاهم ، حتى جاءهم ما لا طاقة لهم به ، وجعل مسلم يقول . من جاء برأس رجل فله كذا وكذا ، وجعل يغري قوما لا دين لهم ، فقتلوا وظهروا على أكثر المدينة . قال : وكان على بشر ابن حنظلة يومئذ درعان ، فلما هزم القوم طرحهما . ثم جعل يقاتلهم وهو حاسر حتى قتلوه ، ضربه رجل من أهل الشام ضربة بالسيف قطع منكبه ، فوقع ميتا . فلما مات ابن حنظلة صار أهل المدينة كالنعم بلا راع ، شرود يقتلهم أهل الشام من كل وجه ، فأقبل محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري ، وإن جراحه لتنفث دما ، وهو يقاتل ويحمل على الكردوس منهم فيفض جماعتهم ، وكان فارسا ، فحمل عليه أهل الشام حملة واحدة حتى نظموه بالرماح ، فمال ميتا .
فلما قتل انهزم من بقي من الناس في كل وجه ، ودخل القوم المدينة ، فجالت خيولهم فيها يقتلون وينهبون .
قال : وخرج يومئذ عبد الله بن زيد بن عاصم صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والخيل تسرع في كل وجه قتلا ونهبا : فقيل له : لو علم القوم باسمك وصحبتك لم يهيجوك ،

181

نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الزيني )    جلد : 1  صفحه : 181
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست