responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الزيني )    جلد : 1  صفحه : 178


ما أجمع عليه أهل المدينة ورأوه من إخراج بني أمية قال : وذكروا أنه لما قرئ الكتاب ، تكلم عبد الله بن مطيع ورجال معه كلاما قبيحا ، فلما استبان لهم أن يزيد باعث الجيوش إليهم ، أجمعوا على خلافهم ، واختلفوا في الرياسة أيهم يقوم بهذا الأمر . فقال قائل : ابن مطيع ، وقال قائل : إبراهيم بن نعيم ، ثم اجتمع رأيهم أن يقوم بأمرهم ابن حنظلة ، وهرب عثمان بن محمد منهم ليلا فلحق بالشام ، ثم أخذوا مروان ابن الحكم وكبراء بني أمية ، فأخرجوهم عن المدينة ، فقالوا : الشقة بعيدة ، ولا بد لنا مما يصلحنا ، ولنا عيال وصبية ، ونحن نريد الشام . قال : فاستنظروا عشرة أيام ، فانظروا . ثم اجتمع رأي أهل المدينة أن يحلفوا كبراء بني أمية عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم لئن لقوا جيش يزيد ليردونهم عنهم إن استطاعوا ، فإن لم يستطيعوا مضوا إلى الشام ولم يرجعوا معهم ، فحلفوا لهم على ذلك ، وشرطوا عليهم أن يقيموا بذي خشب [1] عشرة أيام ، فخرجوا من المدينة ، وتبعهم الصبيان ، وسفهاء الناس يرمونهم بالحجارة ، حتى انتهوا إلى ذي خشب ، ولم يتحرك أحد من آل عثمان بن محمد ، ولم يخرج من المدينة ، فلما رأت بنو أمية ما صنع بهم أهل المدينة من إخراجهم منها ، اجتمعوا إلى مروان ، فقالوا : يا أبا عبد الملك ما الرأي ؟ قال : من قدر منكم أن يغيب حريمه فليفعل ، فإنما الخوف على الحرمة ، فغيبوا حرمهم ، فأتى مروان عبد الله بن عمر ، فقال : يا أبا عبد الرحمن ، بلغني أنك تريد الخروج إلى مكة ، وتغيب عن هذا الأمر ، فأحب أن أوجه عيالي معك . فقال ابن عمر : إني لا أقدر على مصاحبة النساء . قال : فتجعلهم في منزلك مع حرمك قال لا آمن أن يدخل على حريمي من أجل مكانكم . فكلم مروان علي بن الحسين ، فقال : نعم ، فضمهم علي إليه ، وبعث بهم مع عياله . قال : ثم ارتحل القوم من ذي خشب على أقبح إخراج يكون ، وإسراع خوفا منهم أن يبدو للقوم في حبسهم ، وجعل مروان يقول لابنه عبد الملك : يا بني إن هؤلاء القوم لم يدروا ولم يستشيروا ، فقال ابنه : وكيف ذلك ؟ قال : إذ لم يقتلونا أو يحبسونا ، فإن بعثوا إلينا بعثا كنا في أيديهم : وما أخوفني أن يفطنوا لهذا الأمر فيبعثوا في طلبنا فالوحي الوحي [2] والنجاء النجاء .



[1] ذو خشب بضم الخاء والشين : واد بالمدينة .
[2] الوحي الوحي : الإسراع والعجلة .

178

نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الزيني )    جلد : 1  صفحه : 178
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست