responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الزيني )    جلد : 1  صفحه : 160


فقال : أما بعد ، فالحمد لله ولي النعم ، ومنزل النقم ، وأشهد أن لا إله إلا الله المتعالى عما يقول الملحدون علوا كبيرا ، وأن محمدا عبده المختص المبعوث إلى الجن والإنس كافة ، لينذرهم بقرآن لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، تنزيل من حكيم حميد . فأدى عن الله ، وصدع بأمره ، وصبر على الأذى في جنبه ، حتى وضح دين الله ، وعز أولياؤه ، وقمع المشركون ، وظهر أمر الله وهم كارهون ، فمضى صلوات الله عليه ، وقد ترك من الدنيا ما بذل له ، واختار منها الترك لما سخر له ، زهادة واختيارا لله ، وأنفة واقتدارا على الصبر ، بغيا لما يدوم ويبقى ، فهذه صفة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ثم خلفه رجلان محفوظان ، وثالث مشكور ، وبين ذلك خوض طال ما عالجناه مشاهدة ومكافحة ومعاينة وسماعا ، وما أعلم منه فوق ما تعلمان ، وقد كان من أمر يزيد ما سبقتم إليه وإلى تجويزه ، وقد علم الله ما أحاول به في أمر الرعية ، من سد الخلل ، ولم الصدع بولاية يزيد بما أيقظ العين ، وأحمد الفعل ، هذا معناي في يزيد ، وفيكما فضل القرابة ، وحظوة العلم ، وكمال المروءة ، وقد أصبت من ذلك عند يزيد على المناظرة والمقابلة ، ما أعياني مثله عندكما ، وعند غيركما ، مع علمه بالسنة ، وقراءة القرآن ، والحلم الذي يرجح بالصم الصلاب ، وقد علمتما أن الرسول المحفوظ بعصمة الرسالة ، قدم على الصديق والفاروق ، ومن دونهما من أكابر الصحابة ، وأوائل المهاجرين يوم غزوة السلاسل ، من لم يقارب القوم ولم يعاندهم برتبة في قرابة موصولة . ولا سنة مذكورة ، فقادهم الرجل بأمره ، وجمع بهم صلاتهم ، وحفظ عليهم فيئهم ، وقال فلم يقل معه ، وفي رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة ، فمهلا بني عبد المطلب ، فأنا وأنتم شعبا نفع وجد ، وما زلت أرجو الإنصاف في اجتماعكما ، فما يقول القائل إلا بفضل قولكما ، فردا على ذي رحم مستعتب ما يحمد به البصيرة في عتابكما ، وأستغفر الله لي ولكما .
قال : فتيسر ابن عباس للكلام ، ونصب يده للمخاطبة ، فأشار إليه الحسين وقال : على رسلك ، فأنا المراد ، ونصيبي في التهمة أوفر ، فأمسك ابن عباس ، فقام الحسين ، فحمد الله ، وصلى على الرسول ثم قال : أما بعد يا معاوية ، فلن يؤدي القائل ، وإن أطنب في صفة الرسول صلى الله عليه وسلم من جميع جزءا ، وقد فهمت ما لبست به الخلف بعد رسول الله من إيجاز الصفة والتنكب عن استبلاغ النعت ، وهيهات هيهات يا معاوية : فضح الصبح فحمة الدجى ، وبهرت الشمس أنوار السرج ، ولقد فضلت حتى أفطرت ، واستأثرت حتى أجحفت ، ومنعت حتى محلت ، وجزت حتى جاوزت ما بذلت لذي حق من اسم حقه بنصيب ، حتى أخذ الشيطان حظه الأوفر ، ونصيبه الأكمل ، وفهمت ما ذكرت عن يزيد من اكتماله ، وسياسته لأمة محمد ، تريد أن توهم الناس في يزيد ، كأنك تصف محجوبا ، أو تنعت

160

نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الزيني )    جلد : 1  صفحه : 160
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست