responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الزيني )    جلد : 1  صفحه : 148


وإياهم يستعين ، وعلى ألسنتهم ينطق ، إن رجوا طمعا أو جفوا [1] ، وإن استغنى عنهم أرجفوا [2] ثم يلحقون الفتن بالفجور ، ويشققون لها حطب النفاق ، عيابون مرتابون ، إن ولوا عروة أمر حنقوا ، وإن دعوا إلى غي أسرفوا ، وليسوا أولئك بمنتهين ولا بمقلعين ولا متعظين ، حتى تصيبهم صواعق خزي وبيل ، وتحل بهم قوارع أمر جليل ، تجتث أصولهم كاجتثات أصول الفقع [3] ، فأولى لأولئك ثم أولى ، فإنا قد قدمنا وأنذرنا إن أغنى التقديم شيئا أو نفع النذير .
قال : فدعا معاوية الضحاك فولاه الكوفة ، ودعا عبد الرحمن فولاه الجزيرة ، ثم قام أبو خنيف فقال : يا أمير المؤمنين ، إنا لا نطيق ألسنة مضر وخطبها ، أنت يا أمير المؤمنين ، فإن هلكت فيزيد بعدك ، فمن أبى فهذا ، وسل سيفه ، فقال معاوية : أنت أخطب القوم وأكرمهم .
ثم قام الأحنف بن قيس ، فقال : يا أمير المؤمنين ، أنت أعلمنا بليله ونهاره ، وبسره وعلانيته فإن كنت تعلم أنه خير لك فوله واستخلفه ، وإن كنت تعلم أنه شر لك ، فلا تزوده الدنيا وأنت صائر إلى الآخرة ، فإنه ليس لك من الآخرة إلا ما طاب ، واعلم أنه لا حجة لك عند الله إن قدمت يزيد على الحسن والحسين ، وأنت تعلم من هما ، وإلى ما هما ، وإنما علينا أن نقول : ( سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير ) .
قدوم معاوية المدينة وما خاوض فيه العبادلة قال : قالوا : فاستخار الله معاوية ، وأعرض عن ذكر البيعة ، حتى قدم المدينة سنة خمسين ، فتلقاه الناس ، فلما استقر في منزله أرسل إلى عبد الله بن عباس ، وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب وإلى عبد الله بن عمر ، وإلى عبد الله بن الزبير ، وأمر حاجبه أن لا يأذن لأحد من الناس حتى يخرج هؤلاء النفر ، فلما جلسوا تكلم معاوية ، فقال : الحمد لله الذي أمرنا بحمده ، ووعدنا عليه ثوابه ، نحمده كثيرا ، كما أنعم علينا كثيرا ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله . أما بعد ، فإني قد كبر سني ، ووهن عظمي ، وقرب أجلي ، وأوشكت أن أدعى فأجيب ، وقد رأيت أن أستخلف عليكم بعدي يزيد ، ورأيته لكم رضا ، وأنتم عبادلة قريش وخيارها ، وأبناء خيارها ، ولم يمنعني أن أحضر حسنا وحسينا إلا أنهما أولاد أبيهما علي على حسن رأيي فيهما ، وشديد محبتي لهما ، فردوا على أمير المؤمنين خيرا رحمكم الله .



[1] أوجفوا : أسرعوا .
[2] أرجفوا : أثاروا الشائعات .
[3] أصول الفقع : أصول الكمأة الرخوة واستئصالها سهل ، يريد أن الذي يعصيهم يجتث أصولهم بسهولة كما تجتث أصول الكمأة الرخوة .

148

نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الزيني )    جلد : 1  صفحه : 148
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست