responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الزيني )    جلد : 1  صفحه : 146


ثم قال : أصلح الله أمير المؤمنين ، إن الناس قد أمسكوا في منكر زمان قد سلف ، ومعروف زمان مؤتنف [1] ، ويزيد بن أمير المؤمنين نعم الخلف ، وقد حلبت الدهر أشطره [2] يا أمير المؤمنين ، فاعرف من تسند إليه الأمر من بعدك ، ثم اعص أمر من يأمرك ، لا يغررك من يشير عليك ، ولا ينظر لك ، وأنت أنظر للجماعة ، واعلم باستقامة الطاعة ، مع أن أهل الحجاز وأهل العراق لا يرضون بهذا ، ولا يبايعون ليزيد ما كان الحسن حيا .
ما رد الضحاك بن قيس عليه قال : فغضب الضحاك بن قيس ، فقام الثانية ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أصلح الله أمير المؤمنين . إن أهل النفاق من أهل العراق ، مروءتهم في أنفسهم الشقاق ، وألفتهم في دينهم الفراق ، يرون الحق على أهوائهم ، كأنما ينظرون بأقفائهم ، اختالوا جهلا وبطرا ، لا يرقبون من الله راقبة ، ولا يخافون وبال عاقبة ، اتخذوا إبليس لهم ربا ، واتخذهم إبليس حزبا ، فمن يقاربوه لا يسروه ، ومن يفارقوه لا يضروه ، فادفع رأيهم يا أمير المؤمنين في نحورهم ، وكلامهم في صدورهم ، ما للحسن وذوي الحسن في سلطان الله الذي استخلف به معاوية في أرضه ؟ هيهات لا تورث الخلافة عن كلالة [3] ، ويحجب غير الذكر العصبة [4] ، فوطنوا أنفسكم يا أهل العراق على المناصحة لإمامكم ، وكاتب نبيكم وصهره ، يسلم لكم العاجل ، وتربحوا من الآجل .
ما أجاب به الأحنف بن قيس قال : ثم قام الأحنف بن قيس ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : يا أمير المؤمنين ، إنا قد فررنا عنك قريشا [5] ، فوجدناك أكرمها زندا ، وأشدها عقدا ، وأوفاها عهدا ، وقد علمت



[1] مستقبل .
[2] هذا مثل يضرب للمجرب للأمور المحنك ، يقال حلب الدهر أشطره .
[3] الكلالة : الذي لا ولد له ولا والد .
[4] العصبة هم الذكور من الورثة الذين يأخذون كل التركة إذا انفردوا ، أو معظم التركة بعد أن يأخذ أصحاب الفروض أنصبتهم ، والمراد استبعاد أن يأخذ الحسن رضي الله عنه الخلافة من يزيد ، فجعل الضحاك : الحسن مثل غير الذكر وجعل يزيد هو الذكر على التشبيه ، وهذا باطل من القول لأن الخلافة لا تورث وفيه من سوء الأدب على الحسن رضي الله عنه ما كان يجب معه قطع لسان الضحاك .
[5] فررنا عنك قريشا : أي بحثنا في قريش وفتشنا فيها .

146

نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الزيني )    جلد : 1  صفحه : 146
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست