responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الزيني )    جلد : 1  صفحه : 14


عز وجل ولما ساق لكم ولإخوانكم المهاجرين رضي الله عنهم ، وهم أحق الناس فلا تحسدوهم ، وأنتم المؤثرون على أنفسهم حين الخصاصة ، والله ما زلتم مؤثرين إخوانكم من المهاجرين ، وأنتم أحق الناس ألا يكون هذا الأمر واختلافه علي أيديكم ، وأبعد أن لا تحسدوا إخوانكم على خير ساقه الله تعالى إليهم ، وإنما أدعوكم إلى أبي عبيدة أو عمر ، وكلاهما قد رضيت لكم ولهذا الأمر ، وكلاهما له أهل . فقال عمر وأبو عبيدة رضي الله عنهما : ما ينبغي لأحد من الناس أن يكون فوقك يا أبا بكر أنت صاحب الغار ثاني اثنين ، وأمرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاة فأنت أحق الناس بهذا الأمر . فقال الأنصار : والله ما نحسدكم على خير ساقه الله إليكم ، وإنا لكما وصفت يا أبا بكر والحمد لله ، ولا أحد من خلق الله تعالى أحب إلينا منكم ، ولا أرضى عندنا ولا أيمن ولكنا نشفق مما بعد اليوم ، ونحذر أن يغلب على هذا الأمر من ليس منا ولا منكم ، فلو جعلتم اليوم رجلا منا ورجلا منكم بايعنا ورضينا ، على أنه إذا هلك اخترنا آخر من الأنصار فإذا هلك اخترنا آخر من المهاجرين أبدا ما بقيت هذه الأمة ، كان ذلك أجدر أن يعدل في أمة محمد صلى الله عليه وسلم وأن يكون بعضنا يتبع بعضا ، فيشفق القرشي أن يزيغ فيقبض عليه الأنصاري ، ويشفق الأنصاري أن يزيغ فيقبض عليه القرشي . فقام أبو بكر ، فحمد الله تعالى وأثنى عليه وقال : إن الله تعالى بعث محمدا صلى الله عليه وسلم رسولا إلى خلقه ، وشهيدا على أمته ليعبدوا الله ويوحدوه وهم إذ ذاك يعبدون آلهة شتى ، يزعمون أنها لهم شافعة ، وعليهم بالغة نافعة ، وإنما كانت حجارة منحوتة ، وخشبا منجورة [1] ، فاقرءوا إن شئتم " إنكم وما تعبدون من دون الله " ، " ويعبدون من دون الله مالا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله " ، وقالوا " ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى " فعظم على العرب أن يتركوا دين آبائهم ، فخص الله تعالى المهاجرين الأولين رضي الله عنهم بتصديقه ، والإيمان به ، والمواساة له والصبر معه على الشدة من قومهم ، وإذلالهم وتكذيبهم إياهم وكل الناس مخالف عليهم ، زار [2] لهم ، فلم يستوحشوا لقلة عددهم وإزراء الناس بهم واجتماع قومهم عليهم ، فهو أول من عبد الله في الأرض ، وأول من آمن بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وهم أولياؤه وعشيرته ، وأحق الناس بالأمر من بعده لا ينازعهم فيه إلا ظالم ، وأنتم يا معشر الأنصار من لا ينكر فضلهم ولا النعمة العظيمة لهم في الإسلام ، رضيكم الله تعالى أنصارا لدينه ولرسوله ، وجعل إليكم مهاجرته



[1] منجورة : أي صنعها النجار .
[2] زار : عائب عليهم محقر لهم .

14

نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الزيني )    جلد : 1  صفحه : 14
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست