responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الزيني )    جلد : 1  صفحه : 132


بين أظهركم ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وخير المسلمين وأفضلهم وسيدهم بعده ، يفقهكم في الدين ، ويدعوكم إلى جهاد المحلين ، فوالله لكأنكم صم لا تسمعون ، وقلوبكم غلف مطبوع عليها فلا تستجيبون . عباد الله ، أليس إنما عهدكم بالجور والعدوان أمس ، وقد شمل العباد ، وشاع في الإسلام ، فذو حق محروم ، ومشتوم عرضه ، ومضروب ظهره ، وملطوم وجهه ، وموطوء بطنه ، وملقى بالعراء ، فلما جاءكم أمير المؤمنين صدع بالحق ، ونشر بالعدول ، وعمل بالكتاب ، فاشكروا نعمة الله عليكم ، ولا تتولوا مجرمين ، ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون . اشحذوا السيوف ، وجددوا آلة الحرب ، واستعدوا للجهاد ، فإذا دعيتم فأجيبوا ، وإذا أمرتم فأطيعوا تكونوا بذلك من الصاقدين .
قال : ثم قام رجال من أصحاب علي فقالوا : يا أمير المؤمنين ، اعط هؤلاء هذه الأموال ، وفضل هؤلاء الأشراف من العرب وقريش على الموالي ، ممن يتخوف خلافه على الناس وفراقه .
وإنما قالوا له : هذا الذي كان معاوية يصنعه بمن أتاه ، وإنما عامة الناس همهم الدنيا ، ولها يسعون ، وفيها يكدحون . فأعط هؤلاء الأشراف ، فإذا استقام لك ما تريد عدت إلى أحسن ما كنت عليه من القسم ، فقال علي : أتأمروني أن أطلب النصر بالجور فيمن وليت عليه من الإسلام ؟ فوالله لا أفعل ذلك ما لاح في السماء نجم ، والله لو كان لهم مال لسويت بينهم ، فكيف وإنما هي أموالكم . فقال رجل : يا أمير المؤمنين إن الموت نازل لا بد منه ، فإن حل فمن صاحبنا ؟ فقال علي : أحدثك عن خاصة نفسي ؟ أما الحسن فصاحب خوان [1] ، وفتى من الفتيان ، ولو قد التقت حلقتا البطان [2] لم يغن عنكم في الحرب حثالة عصفور [3] . وأما ابن أخي عبد الله بن جعفر فصاحب لهو . وأما الحسين ومحمد ابناي فأنا منهما وهما مني ، والله لقد أحببت أن يدال هؤلاء القوم عليكم ، بإصلاحهم في أرضهم ، وفسادكم في أرضكم ، وأدائهم الأمانة لمعاوية ، وخيانتكم ، وبطاعتهم له ، ومعصيتكم لي ، واجتماعهم على باطلهم ، وتفرقكم عن حقكم ، وأيم الله لا يدعون بعدي محرما إلا استحلوه ، ولا يبقى بيت وبر [4] ولا مدر [5] إلا أدخلوه ظلمهم ، حتى يقوم الباكيان منكم ، باك لدينه ، وباك لدنياه ، وحتى



[1] صاحب خوان : رجل كرم وإطعام .
[2] حلقتا البطان : سبق بيانها .
[3] حثالة عصفور : الحثالة القشر وما يكون في القمح ونحوه من الحب غير مكتمل النضج .
[4] بيت الوبر : بيت الشعر والجلد .
[5] بيوت المدر : البيوت المبنية من الحجر .

132

نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الزيني )    جلد : 1  صفحه : 132
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست