responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الزيني )    جلد : 1  صفحه : 115


نبي الله ، امحها ، فتعاظمني ذلك . فدعا بمقراض فقرضه ، وكتب : بسم الله الرحمن الرحيم :
هذا ما تقاضى عليه علي بن أبي طالب ، ومعاوية بن أبي سفيان ، فقال أبو الأعور : أو معاوية وعلي ، فقال الأشعث : لا لعمر الله ، ولكن نبدأ بأولهما إيمانا وهجرة ، وأدناهما من الغلبة .
فقال معاوية : قدموا أو أخروا ، تقاضوا على أن عليا ومن معه من شيعته من أهل العراق ، ومعاوية ومن معه من أهل الشام ، أنا ننزل عند حكم الله وكتابه ، من فاتحته إلى خاتمته ، ما أحيا القرآن أحييناه ، وما أمات القرآن أمتناه ، وما لم يجد عبد الله بن قيس وعمرو بن العاص في القرآن حكما بما يجدان في السنة العادلة ، غير المفرقة ، وعلى علي ومعاوية ، وتبيعتهما وضع السلاح إلى انقضاء هذه المدة ، وهي من رمضان إلى رمضان ، وعلى أن عبد الله بن قيس وعمرا آمنان على دمائهما وأموالهما وحريمهما والأمة على ذلك أنصار ، وعليهما مثل الذي أخذا أن يقضيا بما في كتاب الله تعالى ، وما لم يجدا في كتاب الله قضيا بما يجدان في السنة ، وعليهما أن لا يؤخرا أمرهما عن هذه المدة ، فإن أحبا أن يقولا قبل انقضائها ، فلهما أن يقولا عن تراض منهما ، على أن يرجع أهل العراق إلى العراق ، وأهل الشام إلى الشام ، فيكون الاجتماع إلى دومة الجندل ، فإن رضيا أن يجتمعا بغيرهما فلهما ذلك ، ولهما ألا يحضرهما إلا من أحبا ، ولا يشهدا إلا من أرادا ، وهؤلاء النفر من أهل العراق وأهل الشام ضامنون بالوفاء إلى هذه المدة ، فكتب أهل العراق بهذا كتابا لأهل الشام ، وكتب أهل الشام كتابا بهذا لأهل العراق ، بخط عمرو بن عبادة كاتب معاوية ، وشهد شهود أهل الشام على أهل العراق ، وشهد شهود أهل العراق على أهل الشام . فلما كتب الكتابان أقبل رجل من بني يشكر ، على فرس له أبلق ، حتى وقف بين الصفين على علي ، فقال : يا علي ، أكفر بعد إسلام ، ونقض بعد توكيد ، وردة بعد معرفة ؟ أنا من صحيفتيكما برئ ، وممن أقر بها برئ ، ثم حمل على أصحاب معاوية ، فطعن فيهم ، حتى إذا عطش أتى عسكر علي ، فاستسقى فسقي ، ثم حمل على عسكر علي ، فطعن فيهم ، حتى إذا عطش أتى عسكر معاوية ، فاستسقى فسقي .
ما وصى به شريح بن هانئ أبا موسى قال : وذكروا أن شريح بن هانئ أخذ بيد أبي موسى فقال : يا أبا موسى إنك قد نصبت لأمر عظيم لا يجبر صدعه ، ولا تستقال فلتته ، ومهما تقل من شئ لك أو عليك ، يثبت حقه ، ويزل باطله ، إنه لا بقاء لأهل العراق إن ملكها معاوية ، ولا بأس بأهل الشام إن ملكها علي ، فانظر في ذلك نظر من يعرف هذا الأمر حقا .

115

نام کتاب : الامامة والسياسة نویسنده : ابن قتيبة الدينوري ( تحقيق الزيني )    جلد : 1  صفحه : 115
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست