نام کتاب : الامامة والحكومة نویسنده : محمد حسين الأنصاري جلد : 1 صفحه : 79
ولأهمية البيت الاسلامي وتمشية أموره أمر بها ، لكن بحدود عدم النشوز وقد ثبت بما لا مجال للشك فيه أن الإطاعة ليست مطلقة . فهذا بهذا يخرج من حديثنا لمحدوديته ولان الطرف الأول فيه عليه محدد بحدود قد بينته الروايات ، ولم يشر إليه في كتاب الله المجيد ، وقد ذكرناه دفعا للشبهة ، ورفع اللبس ، دفعا لمن يقول بإن الإطاعة قد وردت لغير من ذكرت . 6 - إطاعة قوم معينين : قال تعالى : - ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم . . ) [1] . أولا نقول بدأ الباري عز وجل هذه الآية المباركة بخطاب الذين آمنوا وهو مزيد اعتناء بالأمر الذي سيصدر ، وثانيا تنبيه على أن إطاعة ذلك الامر هو من صفات الذين آمنوا . وثالثا : إذا لاحظنا الآية المباركة لشاهدنا ، إن هناك إطاعة وبجانبها إطاعة أخرى ، ولو كانت إطاعة الله وبجانبها إطاعة الرسول صلى الله عليه وآله فقط لما كان ذلك مستغربا ، إذ ورد ذلك في كثير من آياته ، إلا أن هناك إطاعة وبجانبها إطاعة الرسول منظمة لها إطاعة قوم آخرين . وإطاعة الله معلومة وهو صاحب الحق الأزلي . وإطاعة رسوله ثابتة ومفصلة وهي مترشحة منها . فتكون إطاعة أولئك أيضا بهذه القوة . وقد تعرضنا في كتابنا ( المدخل إلى سنن التاريخ في القران الكريم ) لتفصيل ما تؤدي إليه هذه الآية المباركة من الإطاعة المطلقة لله ولرسوله ولأولي الامر .