عن الاتيان بمثله أكبر دليل على إعجاز القرآن وأنه من عند الله . بالإضافة إلى أن جهات الاعجاز في القرآن كثيرة لما يحتوي من اسرار الخلق وشؤون النظام والمعارف العقلية . وهذا كله دليل علي ضرورة وجود القيّم والحافظ للقران الذي يرشد إلى تلكم المعارف ، ويأخذ بيد المتعلم والمتدبر إلى بطون القرآن التي لا تنالها الافهام العادية . * وما ذكره من أن جميع الحجج منبثقة من الكتاب أمر لا ينكر لكنه لا يعني انحصار حجية السنة بالكتاب ، وذلك لأن المعجزات الأخرى للرسول ( صلى الله عليه وآله ) تثبت رسالته وحجيته كما هو الحال في بدء الدعوة ، بل إن في بعض الآيات ما يشير إلى حجية الكتاب وصدق ما أنزل بتوسط صفات النبي ( صلى الله عليه وآله ) من الصدق والأمانة ( . . أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنِكِرُونَ . . ) [1] ( . . فَقَدْ لَبِثْتُ فُيكُمْ عُمُراً . . ) [2] ، وكذلك حجية كلام الأئمة ( عليهم السلام ) يعلم بمعجزاتهم وبليغ خطابهم وأخبارهم عما هو مجهول في ذلك العصر ، وإلى قرون متمادية لاحقة . * أما ما ذكره من روايات عرض السنة على الكتاب ، فقد تقرر في علم الأصول بان السنة بعضها قطعي ولا معنى للعرض ، أما الخبر الظني الصحيح فمعنى عرضه هو عدم مباينته للكتاب وليس المراد الموافقة التفصيلية وكذلك يعرض على السنة القطعية . وأما حديث النسخ وامتناعه فهو غريب منه لأن القرآن قد صرح بصدق الرسول وحجية خبره فما المانع من النسخ . ونورد عليه نقضا بأن القائلين بهذه النظرية متعددون من العامة والخاصة ، ومع ذلك لا نراهم يتفقون في تفسير الآيات ، وهذا الاختلاف إما راجع إلى الخطأ في