< فهرس الموضوعات > المبحث الثاني < / فهرس الموضوعات > المبحث الثاني < فهرس الموضوعات > الأدلة العقلية على ماهية الإمامة الإلهية < / فهرس الموضوعات > الأدلة العقلية على ماهية الإمامة الإلهية وقبل الدخول في البحث ، نذكر مقدمة تنفع في المقام : من المسائل المهمة التي دار البحث عنها في الأمم السابقة هي مسألة اتصال الأرض بالسماء وهل أن الله بعد أن خلق الخلق تركهم أم استمر اتصاله بهم ، واتخذت هذه المسألة اشكالا متعددة ففي عهد اليهود شاعت مقولة ( يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ ) بمعنى أن الله عز وجل ترك عالم الخلق يسير كما يشاؤن ولا يتدخل في سيرهم ولا يعيق إرادتهم . وفي عهد مشركي الجزيرة العربية قالوا بضرورة توسيط آلهة صغار ليتم الاتصال مع الذات المقدسة اللا محدودة . وفي العهد الاسلامي ظهرت مقولة العامة من انقطاع الاتصال بين الأرض والسماء بعد الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) وأنه لا يمكن أن تتنزل مشيئة إلهية جزئية في الموارد الخاصة ، وقد أشرنا إلى ذلك فيما سبق ، وأن دعوى العامة وإن لم تكن في انقطاع التشريع الإلهي لكنها في انقطاع الإرادة التكوينية المرتبطة بالناموس البشري فتكون هذه العقيدة قريبة المضمون من ( يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ ) . والقران الكريم عالج كل تلك المقولات فبالنسبة لعقيدة اليهود أجابهم بصراحة ( غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ ) وأن الإرادة الإلهية لم ينقطع اتصالها