2 - أنه لو كان المراد من الإمامة هنا النبوة فلا معنى لأن يقال لنبي مفترض الطاعة إني جاعلك للناس نبيا أو مطاعا فيما تبلغه من نبوتك فهذا لا يتناسب مع كونه نبيا . 3 - أن القران كلما تعرض للإمامة تعرض معها للهداية تعرض تفسير ( وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ) والهداية الجديدة التي حاز مرتبتها إبراهيم يجب أن تكون مخالفة للهداية السابقة التي كان حائزا عليها عندما كان نبيا ، ولا شك أن الهداية التي في النبوة هي هداية إراءة فالهداية هنا هي هداية ايصال . 4 - أن لفظ الهداية قُيد بالأمر في آية السجدة ، والأمر هو الذي يبين حقيقته ما ورد في قوله تعالى ( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ) [1] ، وقوله ( وَمَا أَمْرُنَا إِلاَّ وَاحِدَةٌ كَلَمْح بِالْبَصَرِ ) [2] ، فهذا الأمر هو أمر ملكوتي ليس فيه تدريج بل يحصل دفعة واحدة بمجرد إرادته بعيداً عن شرائط المادة والآلة وهذا الملكوت قد حاز عليه إبراهيم كما ورد في ( وَكَذلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ) [3] ، فإراءة الملكوت لإبراهيم كانت مقدمة لإفاضة اليقين عليه ، وأهل اليقين لا يحجبهم عن ربهم حجاب قلبي من معصية أو جهل أو شك أو ريب ، بل يكون لهم شهود حضوري على الأعمال أي أعمال البشر . فالإمام هاد يهدي بأمر ملكوتي يصاحبه ، والإمامة بحسب الباطن نحو ولاية على الناس في أعمالهم ، وهدايتها ايصالها إياهم إلى المطلوب بأمر الله دون مجرد إراءة الطريق الذي هو شأن النبي والرسول [4] .