تعبير ( أمْرَهُم ) لا يثبت المراد . < فهرس الموضوعات > الوجه الثالث : < / فهرس الموضوعات > الوجه الثالث : < فهرس الموضوعات > ملاحظة ذيل الآية ( فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ ) . < / فهرس الموضوعات > ملاحظة ذيل الآية ( فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ ) . فان العزم يغاير الشور وهما ليسا بمعنى واحد ، فالأول متأخر عن الثاني زماناً إذ أنه حاصل بعد الاستشارة في سياق الآية الكريمة ، وهو بحسب بياننا لمراحل التفكير يمثل الفعل الثالث في أفعال النفس للانسان الصغير أو الكبير ، وهو عنوان للقوة الاجرائية والتنفيذية وهي تسند العزم له وحده ( صلى الله عليه وآله ) دون بقية المسلمين . فاتخاذ القرار بيده . مضافاً إلى أن الشورى جعلت فيها للمجموع أما هنا فإنه مسند اليه وحده . فهذه مقابلة بين الفعلين مادة وإسناداً . وثالثاً : ان الأمر بالتوكل هو للنبيّ ( صلى الله عليه وآله ) والخطاب له وحده . ورابعاً : ان مادة التوكل يؤتى بها لأجل استمداد القوة ورباطة الجأش ، فهو يدل على انه ( صلى الله عليه وآله ) لو خالف رأيهم فعليه ان يعزم عليه ويتوكل على الله . وخصوصاً إذا ما قارنا هذه الآية مع ما ورد في سورة الشعراء : ( وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ ) . ففيها ندب للرسول الأكرم ان يربي المسلمين ويجذبهم بلطيف المعاملة وحسن السيرة وخفض الجناح . وليس هذا معناه أن يكون لهم سلطة عليه بل يبقى الأمر بيده وعليهم المتابعة والانقياد . فإدراة شؤون الأمة والحاكمية ليست أمراً فردياً يقوم به شخص واحد ولو كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بل هو واجب مجموعي يتقاسمه الحاكم والمحكوم كل حسب دوره ، ولذا حرص الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) على