المؤمنين وبعض هذه الصفات الزامي وبعضها ندبي . وصيغة الأمر في الآية الأولى تجلي الخطاب إذ هو أمر في وجوب المشاورة في كافة الشؤون حتى بالنسبة للرسول ، ويكون الهدف من ذلك تعليم الأمة وتثقيفها على هذا النوع من الأسلوب وهو المشورة . أما الآية الثانية فورد فيه لفظان الأول : أمرهم والمراد به الشأن أو الشيء المهم ، وعند اضافته إلى المسلمين يكون المجموع دالاً على أن الأمر والشيء المهم هو الذي يرتبط بالمجموع ، وهل يوجد ما هو أهم من تعيين الولي الذي يقوم بإدارة شؤون المجتمع ؟ ! أما الشورى فتعني تداول الآراء بين المجموع ، وكلمة بينهم تؤكد دخالة المجموع في ابداء الرأي واستقلالية هذا الرأي عن العناصر الخارجة عنهم . والآية الكريمة تعدد مجموعة من صفات المؤمنين أكثرها الزامي كإقامة الصلاة والانفاق الواجب والاجتناب عن الكبائر ، وهذا الوصف طبيعي من حيث تعلقه بالوظائف العامة والأمور التي تعني المجتمع لا تقبل الندبية ، حيث أن بعض الأمور ان شرعت وجبت ولا يمكن أن تكون مشروعة وغير واجبة ، وبهذا يستدل على الزامية الشورى الواردة في هذه الآية . ويلاحظ أن هذه الآية مكية وقد نزلت في وقت لم يكن للمسلمين دولة وكيان بالمعنى المتعارف . 2 - الاستدلال بسيرة الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) حيث التزم بالشورى في عدة مواضع : 1 - واقعة بدر : حينما نزل الرسول في موقع ، قال له الحباب بن المنذر بن الجموح : يا رسول الله أرأيت هذا المنزل ، أمنزلاً أنزلكه الله ليس لنا ان تقدمه ولا تتأخر عنه ، أم هو الرأي والحرب والمكيدة ؟ قال : بل هو الرأي والحرب والمكيدة . فقال : يا رسول الله فان هذا ليس بمنزل ، فانهض بالناس حتى نأتي أول