التنبيه الثاني : الخطأ في الفكر البشري ومن الأمور المهمة التي يجب الإشارة إليها هو في كيفية نشأة الخطأ في الفكر البشري وقد أثار هذا التساؤل كثير من الفلاسفة والمناطقة وأجابوا بإجابات متعددة . منها : ان علوم المنطق تتكفل عصمة الفكر عن الخطأ ، ويبقى على عاتق الإنسان مراعاته عند التطبيق ، فالخطأ الناشئ هو من سوء التطبيق . ومنها : - أن الخطأ ينشأ بسبب خطأ نفس مواد الأقيسة حيث ان بعضها نظري ، وكلما ابتعدت القضايا عن البداهة زادت نسبة الخطأ . ومنها : - ان الخطأ هو نتيجة عدم توازن في أفعال النفس فقد ذكرنا سابقا ان الاذعان والجزم الحاصل لدى النفس هو غير النتيجة ، وان وظيفة العقل النظري هو الادراك ، فالخلل يحصل عندما يحصل تجزم واذعان غير متناسب مع درجة الادراك الحاصلة لدى العقل النظري . وقد سعى الفلاسفة والمفكرون لإزالة هذا الخطأ أو على الأقل تقليل نسبة الخطأ . ومن تلك المحاولات ما دعى اليه السيد الشهيد الصدر ( رحمه الله ) باعتماد منهج الاستقراء وتراكم الاحتمالات في الفكر البشري بدلا من القياس الأرسطي ، والاستقراء طريقة رياضية عملية . حيث تتضاءل احتمالات الخلاف حتى تصل إلى نسبة قليلة جداً بحيث تقوم النفس بالغاء احتمال الخلاف ، وتتعامل مع النتيجة