العلم مستلزم لإفاضة الوجود الإمكاني الخلقي على أحسن ما يمكن أن يكون الدليل الخامس : العناية عليه ، ولو بنحو الترتيب أو التدريج في العوالم كي تستقصي كل الكمالات في عالم الإمكان ( وهذا التعريف مأخوذ من مدرسة الاشراق والحكمة المتعالية ) وقد أشرنا إلى أن قاعدة العناية الفلسفية هي بعينها قاعدة اللطف لدى المتكلمين حيث أن الأخيرة تعني أن كل فعل موجب لقرب المكلف من كماله المنشود ، فإن الباري يحسن ويلطف تهيئته وايجاده ويقبح عدم ايجاده ، فمن حيث اللب القاعدتان تعبران عن مفهوم واحد وأمر واحد ، إلا أن الفلاسفة في منهجهم يعتمدون على العقل النظري في اثبات القاعدة ، أما المتكلمون فيعتمدون على العقل العملي في اثبات القاعدة . * أن أعلام الإمامية استنادا إلى الروايات المختلفة ذهبوا إلى أن موقع الإمام في الانسان المجموعي ( موقع الرئاسة والزعامة ) هو لطف فلذا يحسن عن الله نصبه وتعيينه واللطف هو أكمل ما يمكن أن يكون عليه الوجود ، فإذا كان أكمل ما يمكن أن يكون عليه الانسان المجموعي هو بوجود الإمام فبمقتضى قاعدة العناية يجب عن الحق تعالى ايجاده . * أن الحفظ للدين و تدبير الدنيا تستلزمان أن تتوفر في الإمام الهداية الإيصالية والإرائية التفصيلية ، وذلك أن الإمام لا يكون حافظا للدين إلا إذا أمّنت جنبة المقام الغيبي ، ويكون على اتصال بالغيب فلا تصدر منه زلة علمية في تبيان مدارج الأحكام الشرعية ، وبما أن الغاية هو تكامل الافراد إلى الكمالات المنشودة وهو نوع من الهداية الإيصالية . تقييم الدليل : أن المتكلمين اقتصروا في اثبات الإمامة في الانسان المجموعي على قاعدة اللطف ولم يتناولوا جانب الهداية الإيصالية مع إنها لطف أيضا ، وقد قمنا بتوسعة