تلقاء نفسه بل هو بإيحاء من الله عز وجل فهو جعل اعتباري كاشف عن الجعل التكويني . خامساً : الإمامة من أصول الدين من الأمور المهمة التي تترتب على تغيير محل النزاع هو أن مسألة الإمامة تدخل في ضمن المسائل الاعتقادية الأصلية في الدين ، لأنها تكون بمنزلة النبوة وإن اختلفت عنها ، وتكون هذه المسألة ما بها النجاة يوم القيامة ، بخلاف المسائل الاعتقادية غير الأصلية وهي التي لا تكون النجاة يوم القيامة مرهونة بها . بيان ذلك : أنا ذكرنا أن الركن الأساسي في مقام الإمامة هو مقام السفارة الإلهية ومَن يكون سفيرا من قبل الغيب ومَن هو حجة الله على خلقه ، فالأمر الرئيسي هنا هو في الاعتقاد والتسليم بهذه السفارة والسفير وهذا أمر اعتقادي وليس مسألة عملية فرعية ، نعم هذا المقام تلحقه شؤون عملية وفرعية ، لكن الأمر الأساس هو الأمر الاعتقادي ، كما هو الحال في بحث النبوة . وللأسف الشديد نجد البعض يعبّر بأن مسألة الإمامة خارجة عن الأصول وداخلة في الفروع ، وهذا بلا شك غفلة عن حقيقة الحال ، وله لوازم فاسدة من نحو عدم وجود فائدة عملية لهذا البحث في زماننا الحاضر وذلك لأن الإمام غائب فينتفي موضوع الزعامة ولو انتفاء مؤقتا ، كما انه لا فائدة من البحث عمن كان يجب أن يخلف النبي ( صلى الله عليه وآله ) فهذا حدث تاريخي قد مضى ، أما على ما ذكرنا فإن البحث تبقى له أهميته القصوى ، إذ قضية الاعتقاد لا ترتبط بحضوره وعدم حضوره ولا بحياته وعدم حياته . ومثل هذا في الوهن أن يقال : أن أهمية بحث الإمامة تنحصر في أن الإمام هل مقامات الأئمّة : هو مصدر من مصادر التشريع الإسلامي أم لا ؟ فهذا وإن كان صحيحا إلا أن فائدة البحث لا تنحصر به بل البحث في أمر اعتقادي جانحي كما يُبحث حول النبوة مع