للمسلمين بكيان ودولة ، فيكون أكبر انتصار سياسي للمسلمين لكن غالبية مَن كان مع الرسول لم يتفطن لذلك ، وازدادت الشقة بينهم ، وبعد تمامية الصلح وقبل رجوعه للمدينة أراد الرسول أن يجدد المسلمون التزامهم وتعهدهم بمناصرته التي هي في الأساس واجبة عليهم بحكم وجوب الطاعة . وما ذكر من الروايات الآخرى تؤكد كلها هذا المطلب . - وأما خطب الإمام ( عليه السلام ) ففي بعضها يقيم الإمام الحجة على مبنى الخصم وهو اعتبار البيعة شرط في تولي الحاكم وان كانت على خلاف ماهية البيعة وخلاف ما يعتقد به ( عليه السلام ) . - وأما قوله للذين تخلفوا عن بيعته : أيها الناس إنكم بايعتموني على ما بويع عليه من كان قبلي وأن الخيار للناس قبل ان يبايعوا فإذا بايعوا فلا خيار لهم ، وهذه بيعة عامة مَن رغب عنها رغب عن دين الاسلام واتبع غير سبيل أهله . فبالإضافة إلى ذلك الجواب فإن هذا المقطع من خطبته مقتطع من صدره المذكور في كتاب سليم حيث يبتدئها : ان كانت الإمامة خيرة من الله ورسوله فليس لهم ان يختاروا وان كانت الخيرة للناس فقد بايعني الناس بالشورى . . الوظائف الاجتماعية العامة رابعاً : الاستدلال بآيات كثيرة وردت في الكتاب العزيز يخاطب الحق تعالى الناس عموماً بوجوب الجهاد وإقامة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والقضاء وإقامة الحدود ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) [1] . وقوله تعالى : ( وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا