نام کتاب : الإمام علي ( ع ) في آراء الخلفاء نویسنده : الشيخ مهدي فقيه إيماني جلد : 1 صفحه : 9
وهكذا حينما ننصت إلى قوله تعالى : ( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ) [1] نشاهد أن الله عز وجل يحذر نبيه الكريم صلى الله عليه وآله ويخبره بان الهادي هو الله عز وجل . وإذا استمعنا إلى مقالة الإمام علي عليه السلام الذي قال : لو ضربت خيشوم المؤمن بسيفي هذا على أن يبغضني ما أبغضني ، ولو صببت الدنيا بجماتها على المنافق على أن يحبني ما أحبني ، وذلك أنه قضي فانقضى على لسان النبي الأمي صلى الله عليه وآله انه قال : يا علي ، لا يبغضك مؤمن ولا يحبك منافق [2] لعلمنا بان تغيير باطن المنحرفين عن أمير المؤمنين علي عليه السلام ، وتبديل أعدائه إلى شيعة له ومخالفيه إلى موافقين له يبدو من المحالات ، ولعرفنا أن جميع الطرق والسبل والذرائع حتى الكتب التي الفت خصيصا بهذا الموضوع لعاجزة عن هدايتهم . ولكنا اعتمادا على المثل المشهور " الفضل ما شهدت به الأعداء " وانطلاقا من مبدأ " الزموهم بما التزم به الخصم " وإتماما للحجة على الخصم المخالف من شتى الجهات العقائدية والعملية ، اضطررنا إلى تأليف هذا الكتاب ، والذي يتضمن في ثناياه روايات وأحاديث خلفاء أهل السنة تروي لنا اعترافاتهم بأفضلية الامام أمير المؤمنين علي عليه السلام واختصاصه بالفضائل والمناقب التي امتاز بها . وكلنا أمل في أن يصبح هذا الكتاب بابا مفتوحا أمام المثقفين الواعين الذين وضعوا عن أنفسهم أصر العصبية الجلفاء والتبعية العمياء لأسلافهم المقتدين بالخلفاء المختلقين ، ومن ثم يتداركوا مسؤوليتهم الحقيقية ووظيفتهم المصيرية في المجالات العقائدية والعملية ، ويعلموا أخيرا أن عاقبة التعصب واتخاذ موقف الحياد في العمل بالوظائف الدينية ، لم تكن إلا الهزيمة والقهقراء الديني والموت الجاهلي ، ومن بعده الانزلاق في نار جهنم .