نام کتاب : الإمام علي ( ع ) في آراء الخلفاء نویسنده : الشيخ مهدي فقيه إيماني جلد : 1 صفحه : 5
مقدمة الناشر بسم الله الرحمن الرحيم لا شك ان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام شخصية فذة نادرة ، وحياته مليئة بما يعجب الانسان ويستوقفه ، ومن غريب خصائصه اعتراف أعدائه بفضله مع إصرارهم على استمرار العداء له . وقد قيل في حقه : ان محبيه أخفوا فضائله خوفا ومبغضيه أخفوها بغضا ، ومع ذلك فقد ملأت الخافقين . وليس السبب الوحيد فيه بعض النوافذ التي افتتحت في طول تاريخ السلطنة الغاشمة ، بل إن السبب الأهم هو علو شان الامام ، وكمال عظمته ورفعته في سماء المجد والكرامة ، وتنمره في ذات الله ، والتفاته حول الحق ، والتفاف الحق حوله يدور حيثما دار - كما قال الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله - والحق يعلو ولا يعلى عليه ، وللحق دولة وللباطل جولة ، فالشمس لا تبقى مغيبة تحت الغيوم وان كانت كثيفة سوداء ، فلا بد لليل أن ينجلي ، ولا بد للحق ان يبدو للتاريخ رغم كل المحاولات البغيضة الحاقدة ، والامام نور الله في الأرض ، ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون . وهذا هو الامر الذي اضطر مناوئيه ومنافسيه أن يعترفوا بفضله القاهر ، ومقامه المنيع . فالانسان مهما كان مستسلما لا هوائه ، غامرا في طغيانه ووقوفه بوجه الحق الناصع ، فان له مواقف يضطر فيها إلى العودة إلى فطرته ، والرجوع إلى رشده ، والخضوع أمام الحق ، وهذا هو الذي اضطر بعض المشركين المتعصبين الغالين في عدائهم للرسول صلى الله عليه وآله وللكتاب العزيز الذي أذل كبرياءهم ، وأرغم أنوفهم إلى الاعتراف بان أعلاه لمغدق وأسفله لمورق ، وانه يعلو ولا يعلى عليه ، وهذا هو شان كل حق يحاول الانسان الطاغي أمام ربه وآيات ربه أن ينكره ويستكبره بوجهه . والكتاب الذي بين يديك محاولة لاستخراج اعترافات المناوئين والمنافسين
5
نام کتاب : الإمام علي ( ع ) في آراء الخلفاء نویسنده : الشيخ مهدي فقيه إيماني جلد : 1 صفحه : 5