نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 85
وكان في الستين من العمر ، يروى عنه الآلاف حديث النبي وفقه الصادق وأبيه وأجداده . والذين يحسنون الظن بالمنصور لا يتصورون حلمه يطيش فيفقد الأمة الإمام الذي لا ينازعه ملكه . وربما جاز للذين لا يحسنون الظن ، أن يخالوه يحسب حسابا للأعداد التي لا تحصى من تابعي الإمام . وقد كان أبو جعفر يحسب حساب العلماء ومن بطش الحكام بالعلماء ما يدمر الدول . ومن فداء الأتباع ما يستهان فيه بعرين الأسد . لقد اقتحم الفدائيون من أتباع سنان ( شيخ الجبل ) خيمة صلاح الدين وهو في عسكره ليصيبوه بخناجرهم في وجهه . * * * ظاهر من حديث الإمام أنه حدثه في صلة ذوي الأرحام ، وإن كانوا كفارا . فما أحراهم بالصلة إن كانوا غير ذلك . ويظهر مما يرويه الطبري أن أبا جعفر كان يود أيامئذ لو نسى الناس ما كان من أهل البيت في حقه . وما كان منه في حقهم . روى الطبري : لما أتى المنصور برأس إبراهيم بن عبد الله وضعه بين يديه وجلس مجلسا عالما وأذن للناس . فكان الداخل يدخل فيسلم ويتناول إبراهيم فيسئ القول فيه . ويذكر منه القبيح التماسا لرضى أبى جعفر ، وأبو جعفر ممسك متغير لونه . حتى دخل جعفر بن حنظلة البهراني فسلم ثم قال ( عظم الله أجرك يا أمير المؤمنين في ابن عمك وغفر له ما فرط فيه من حقك ) فاصفر لون أبى جعفر وأقبل عليه فقال : أبا خالد . مرحبا وأهلا . فعلم الناس أن ذلك قد وقع منه . فدخلوا فقالوا مثل ما قاله جعفر بن حنظلة . وربما دل على ذلك الميل ما يرويه عيسى بن رؤبة : لما جئ برأس إبراهيم فوضع بين يدي أبى جعفر بكى . حتى رأيت دموعه على خدي إبراهيم . ثم قال : أما والله إن كنت لهذا لكارها . لكنك ابتليت بي وابتليت بك .
85
نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 85