نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 7
والمسلمون اليوم لا يتنازعون سلطة كما كان الأقدمون منهم يتنازعون من أجل السلطة . وإنما يتنازع غيرهم السلطة عليهم . وهم اليوم لا يتقاسمون القوة وإنما يتقاسمون الضعف المادي ، في حين يختزنون القيم العليا للتقدم ، والقوى التي تحصى وتعد . فحيثما ابتغوا الوسيلة وجدوا نصر الله . ويوم توجد فينا إرادة الانتصار سننتصر . والله متم نوره . * * * حياة الامام تنقسم في ترجمتها قسمين : الأول عن الرجل ، والثاني عن علمه . وعلى ذلك وردت الصورة التي صورنا فيها هذه الحياة في قسمين . كل منهما في ثلاثة أبواب . القسم الأول : يدور حول ظهور الإسلام وتألق " علي " وأولاده من " فاطمة الزهراء " في الصدارة من الأشخاص والأحداث ، والبيئة التي نتج فيها الإمام الصادق . فتعاونت على إعداده ظروف الوفاء ، أو العداء ، لأهل البيت ، لتهئ منه إماما خصيصته تعليم العلم الذي تلقاه عن جديه ، وطريقته الأسوة الحسنة في أعمال حياته ، وتحمل التبعات حيث تزوغ الأبصار . والقسم الثاني : من الكتاب يعرض تصور المؤلف للعم الذي علمه الإمام ، والمدرسة التي أنتجته ، والمنهج العلمي ، العالمي ، الذي أخذ به العلماء الدينيون والفقهيون ، والرياضيون والفلكيون والكيمائيون وعلماء الطبيعة الإسلاميون ، ونقله عنهم رياضيو العصور الوسيطة في أوربة ، ليصير " منهج التجربة والاستخلاص " الذي يعمل به الفكر المعاصر ، بعد إذ ترجم من العربية في جنوب فرنسا وإسبانيا وصقلية وسواها من جامعات أو روبة ، وسبق إلى التنويه به " روجير بيكون " ثم نسب إلى " فرنسيس بيكون " بعد ثلاثة قرون - وكذلك المنهج السياسي
7
نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 7