نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 67
مقدمة : آلت الخلافة إلى بنى العباس سنة 132 وكان " السفاح " أول خلفائهم . ثم مات فخلفه أبو جعفر المنصور ، ليبقى في الخلافة اثنين وعشرين عاما ( 136 - 158 ) . وطد فيها أركان الدولة العباسية ، وأخضع الخارجين عليها في كل أرجاء " الإمبراطورية " فهي لم تعد دولة دينية كما دعوا لها منذ بثوا دعاتهم من فاتحة القرن . ولم تصر " للرضا من آل محمد " كما كانوا يدعون . بل غصبوا حق أبناء على ، كما كان بنو على عند قيامها عاجزين عن تولى السلطة . وكان أحقهم بها - وهو جعفر بن محمد - عازفا عنها ، عارفا أن مهمة حياته هي تعليم المسلمين . وجرت الأمور مجراها الطبيعي للغالبين على السلطة ، يطوون أضالعهم على الخوف والحقد والحذر . ويشرعون أسلحتهم في كل مكان للدفاع عن دولتهم . وكان ذوو القربى في طليعة الأعداء . فاستعرت الشحناء بين الأقرباء . ثم سالت الدماء . وجعفر الصادق ، بعزوفه واستعلائه ، بعيد عن المذابح . لكن بعده عنها ، لا يقيه بطش خليفة حذر ، متنمر ، تدعوه إلى المواجهة الشرسة ما توسوس له هواجسه مخافة أهل البيت وشيعتهم . وكان توفيق السماء حليف الإمام في مواجهاته ، وإن بقيت الدولة على حذرها ، تنزل بأهل البيت العذاب والاسترهاب والحبس والقتل للخلاص منهم - مع التظاهر بالعدل فيهم ، حتى تقطع دابرهم .
67
نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 67