نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 289
وهذه وتلك أساسيات أصول الفقه . والأصول أدلة في طريق أو نهج . ولا إمامة إلا بمنهج . والفقه السني يعتبر الشافعي أول من اتجه إلى تجلية أصول الفقه في كتابه ( الرسالة ) وقد وضعه ، والناس يتحلقون حوله ، في جوار الكعبة بعد سنة 184 . وليس غريبا أن نجد النبوغ الشافعي يتلاقى وأمورا أساسية أهمت من بادئ الأمر علي بن أبي طالب . أو نجد أفكارا " علوية " أو آراء " شيعية " تظهر بقوة في مذهب الشافعي وآرائه . والشافعي من أبناء عمومة النبي وعلي ، يباهي بحب أهل البيت ويتحدى به . وهو إمام في اللسان العربي . له لغة خاصة تعلنها قواميس اللغة . طوعت له إمامته فيها أن يفهم القرآن فهم الذين نزل فيهم . واتصال اللغة والبلاغة بالفقه في الإسلام أساسي ، لأن الفقه فهم للقرآن . والقرآن عربي . فالشافعي في استنباط للأصول من القرآن كان موجها بفهم عربي عميق للكتاب الكريم ، الذي صنعت على أسسه العقيلة الإسلامية . يقول أحمد بن حنبل - وهو الإمام الرابع لأهل السنة في الفقه ، فوق ، أنه إمام في اللغة - ( الشافعي فيلسوف في أربعة أشياء : في اللغة . واختلاف الناس . والمعاني . والفقه ) . وهذه هي الأمور الأساسية في كل فقه . وسواء انبثقت الأصول من اهتمامات على ، في جوار قبر النبي بالمدينة غداة صعود روح النبي إلى الرفيق الأعلى ، أو ممن نحوا ذلك النحو من الشيعة ، أم انبثقت من " رسالة الشافعي " في جوار البيت الحرام بمكة . وسواء أطلع الشافعي على كتب لأهل البيت أو على آرائهم ، أم لم يطلع ، فالأصول قرآنية المبدأ والمنتهى . مشتقة من نصوص القرآن والسنة ومنهاجهما وأسلوبهما . ومن ذلك شرفها في الفكر الديني والعلمي . وحرية التفكير توجب " الاجتهاد " على أساس العلم كما يقرر الشافعي في " رسالته " ، مع النزاهة الفكرية الكاملة ، غير مقيدة إلا بما تثق بوجوده ، وتحقيق المناط وتنقيحه ، والتدقيق في الفرع وفي الأصل ، والسند ، فيما ليس
289
نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 289