responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي    جلد : 1  صفحه : 286


لا واحد من هؤلاء يستحق اسم الإنسانية إلا هذا الشيخ الجالس - وأشار إلى جعفر بن محمد - فقام ابن أبي العوجاء إلى الشيخ . وتحدث معه ثم رجع إلى صاحبه وقال : ما هذا ببشر . إن كان في الدنيا روحاني يتجسد إذا شاء ظاهرا ، أو يتروح إذا شاء باطنا ، فهو هذا . . ظل يحصى لي قدرة الله التي في نفسي . والتي لم أستطع رفضها ، حتى ظننت أن الله قد نزل بيني وبينه .
ونزول الله بين الإمام وبين ملحد ، باعتراف الملحد ، آية باقتدار المنهج على بلوغ غرضه ، وقدرة مجادل جمع الآيات الربانية حججا بين يدي منكر أخذته حجة الأمر الواقع فأبلس .
فإذا تصدى الإمام لأصحاب الأغلوطات أزرى بالسفسطات . وبدههم . - كدأبه - " بالواقع " . فبهتتهم - كأن لم يشهدوها قبل - حقائق الأمر الواقع .
طلب واحد من تلاميذه بيانا عن قول أبى شاكر الديصاني - رئيس الطائفة الديصانية - وهي طائفة ملحدة تنعم بحرية العقيدة في بلدان الإسلام - إن في القرآن ما يدل على أن الإله ليس واحدا . ففيه ( وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله ) فأجاب الإمام بقوله : قل له ما اسمك في الكوفة فيقول فلان . فقل له ما اسمك في البصرة فيقول فلان . فقل له فكذلك :
ربنا في السماء إله وفي الأرض إله وفي البحار إله وفي كل مكان إله .
* * * وفي كتاب الإهليلجة المروى عن طريق المفضل بن عمر يستعمل الجدل العلمي ، في تنبيه الشكاك على أنهم في بدابة الطريق نحو المعرفة يقول ( . . أخبرني هل رقيت إلى الجهات كلها وبلغت منتهاها ؟ . . فهل رقيت إلى السماء التي ترى أو انحدرت إلى الأرض السفلى فجلت في أقطارها . . فما يدريك لعل الذي أنكره قلبك هو بعض ما لم تدركه حواسك ولم يحط به علمك . . أما إذ خرجت من الإنكار إلى منزلة الشك فإني أرجو أن تخرج إلى المعرفة ) .
فلنلاحظ أنه يجادل الرجل بأن يرتفع من الإدراك المادي إلى حيث يفكر . وأنه يرفع المفكر إلى حيث يستيقن . فيطالب الشاك بمزيد من التجربة المحسوبة الملموسة . ليصل من الشك إلى المعرفة . وهي مراحل العلم الذي يصل إليه الناس بوسائل مأمونة ومجربة .

286

نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي    جلد : 1  صفحه : 286
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست