نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 273
أخبار المهدى المنتظر ( وهما من فحول علماء أهل السنة ) ، وآخرين غيرهم ، يكتبون عن المهدى ، ويروون أحاديث في ظهوره . وفي تفسير الأحاديث إذا صحت تتغاير الأنظار [1] . وابن الجوزي الحنبلي يسمى القائلين بالرجعة في كتابه " تلبيس إبليس " ( الرجعية ) . ولقد أسلفنا تضعيف بعض محدثي أهل السنة للقائلين بالرجعة .
[1] في كتب أهل السنة أقاويل شتى : يتكلم الشعراني عن الولاية أنها " مواهب مخصوصة للأوتاد والأبدال والأئمة من أصحاب الدوائر والأعداد وأصحاب النوب والأفراد " ثم يقول " وقد اجتمعت هذه المراتب كلها في خاتم الولاية المحمدية وهو المهدى أخو عيسى عليهما السلام ، في الختمية ، لقوله في حقه يقفو أثرى ولا يخطئ . كما جمع له مرتبة الدعوة إلى الله تعالى بالسيف وإقامة الحجة وهذه هي مرتبة العصمة التي لا يتصف بها إلا نبي أو خليفة الله تعالى . . . ثم اعلم أن العلوم الحاصلة عن طريق الكسب والوهب من علوم التوحيد يجب سترها عن الناس لما فيها من الغرابة والتبري من المعقول والمنقول . وقد اقتفت الكمل من الأولياء هذه الآثار عن الصحابة والتابعين شفقة على ضعفة الناس الجاهلين بهذه الطريقة اتباعا لقوله صلى الله عليه وسلم " حدثوا الناس بما يفهمون أتحبون أن يكذب الله ورسوله " . ومن الآخذين بسبيل التصوف قائلون بعلم الباطن وما فيه . وفي قواميسهم شطحات ومقولات كثيرا ما تتجه اتجاهات غريبة عن الإسلام كمقولات " وحدة الوجود ، والفناء ، والمحو والحلول " وما قول الحلاج من أقوالهم ببعيد ( أنا الحق وما في جيبي إلا الحق ) ! ! ! ولقد ازدهرت في القرنين السادس والسابع الهجري أفكار فلسفية غريبة على تصوف أهل السنة . وهو متمثل في زهد الصحابة وحده . ومن هذه الأفكار فكرة تطهير الروح بالارتياض والخلاص من مطالب الجسد . يصل بها الإشراقيون إلى القول بأن الرياضة الروحية وتهذيب النفس هما الوسيلة الوحيدة للمعرفة . أما الغلاة فيعذبون الجسد تعذيب البراهمة والبوذيين الهنود . وآخرون يأخذون من الهنود فكرة الوحدة الثابتة الجامعة لكل ما في الوجود . فالكل واحد . والحلاج ( 309 ) ومن ذهب مذاهبه يقولون بالحلول الإلهي في بعض المخلوقين . ومن المسلمين من أصبحت ( الوحدة ) أنشودة على لسانه مثل محى الدين بن عربي . ومنهم من وصل الذات الإنسانية الفانية بذات الله الخالدة ، وصلا سبيله المحبة التي تبلغ درجة السكر والغيبوبة عن الحس ، مثل ابن الفارض ( 638 ) وابن عطاء السكندري . وعند بعضهم كلام جيد يفهمه البعض فهما ضارا - وقد ترتب على هذه الأفكار نشوء أفكار أخرى ، كالإيمان بالخوارق ! ! ! وكرامات الأولياء ! ! وأصبح الولي عند البعض مكشوفا عنه الحجاب ما دام يفتى في ذات الله ويخرج عن المألوف ! ! .
273
نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 273