نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 188
صميمه إلا " مذهب على " . وإنما تخول السماء بركاتها لبعض الأسماء في شكل حظوظ . وكان الإمام جعفر الصادق جديرا بنعمة السماء قدر ما صدق وكافح في خدمة الإسلام . وما كان على بحاجة إلى ما يخلد اسمه . فالإسلام في أعظم أيامه يقترن باسم على ، قدر ما اقترن اسم على بالنبي وبيت النبي . والمذهب يحمل اسم جعفر لأنه صاحب مدرسة سقيت منه السنة الصحيحة ، ومصادر الفقه العظيم ، والمنهاج السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي نهجه تابعوه ، وروى ذلك كله الآلاف . وروى عنهم أمثالهم . وفي الجدود ، بمعنى الحظوظ ، جد وجد لكنها ليست خبط عشواء : فاسم أمريكا قد خلد اسم أمريجو قسپوتشى ، لأن أمريجو قسپوتشى كان كاشفا حقيقيا لبعض شواطئها سنة 1499 . ولم يغمط حظ الكاشف الثاني حق كرستوفر كولمبس ، الكاشف الأول لها في سنة 1493 . فاسم كولومبوس ما يزال يجرى على كل لسان على أنه كاشف العالم الحديث . والتاريخ - كله - يقدمه على قسپوتشى . ولسنا في مقام مقارنات برجال ، فعلى وجعفر فوق المقارنات ، بما قدموا للعالم كله - وسيطه وحديثه - من عناصر الحضارة ، التي نقلت العالم من جهالات العصور القديمة وظلمات العصور الوسطى ، إلى الحضارة المعاصرة ، على عجلات التقدم ، يحركها العلم الصحيح ، والاجتهاد الذي لا يتوقف . وكسب الأمم من علم الأئمة . كاقتران أسماء أصحاب الكشوف بكشوفهم وأرباب الابتكارات بفتوحهم ، ليس صدفة . ولا محض جزاء . وإنما هو توفيق من الله للإنسانية وللناس ، لتكريم أمم ، ورجال ، فتحوا أرض الله لعباده . أو مكنوهم من أنعم السماء ، أو سنن الأنبياء ، ليشجع الشجعان ، ويستمر ضوء الفكر الإنساني في إشراقه . حفزا للعزائم وظهورا للعم .
188
نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 188