نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 173
القرآن لا يقدر عليه الا البلغاء [1] . ومن القرآن ينبثق فقه الإمام في كل باب : يسأله سائل عن قوله تعالى ( من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا . ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ) فيجيب : من أخرجها من هدى إلى ضلال فقد - والله - قتلها . - ويجيئه زنديق يسأله عن تفسير قوله تعالى ( فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع . فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة ) وقوله تعالى في آخر السورة ( ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل ) فيفحم الإمام الزنديق فيقول : " أما قوله فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة فإنما عنى النفقة . وأما قوله ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فإنما عنى المودة . فإنه لا يقدر أحد أن يعدل بين امرأتين في المودة ) . - ويقول عن الرزق الذي يحض الله على الإنفاق منه ( ومما رزقناهم ينفقون ) فيفسرها " ومما علمناهم يبثون " فالعلم رزق . وإذاعته إنفاق واجب . - ومن تعبيره عن حجية القرآن أبدا يسأله السائل : لم صار الشعر والخطب يمل ما أعيد منهما والقرآن لا يمل ؟ فيجيب : ( لأن القرآن حجة على أهل العصر الثاني كما هو حجة على أهل العصر الأول . فكل طائفة تراه عصرا جديدا . ولأن كل امرئ في نفسه ، متى أعاده وفكر فيه ، تلقى منه في كل مدة علوما غضة . وليس هذا كله في الشعر والخطب [2] .
[1] في القرآن مجاز كثير مثل عرض الأمانة على السماوات والأرض ، يفسرها بعض العلماء أنها الطاعة . ومثل يد الله فوق أيديهم يفسرها البعض بأنها القدرة - وهؤلاء المخرجون يبدأون من أن ( الله ليس كمثله شئ ) والآخذون بالتأويل يبدأون من ذلك المبدأ ثم يؤولون الآيات المتشابهة على أساس الآيات المحكمة . كقوله تعالى ( إلى ربها ناظرة ) يفسرونها على أساس قوله ( لا تدركه الأبصار ) فيكون المقصود الرضى عنها . وللمؤولين تفاسير كثيرة ألقى كثير منها في غياهب الإهمال وبخاصة تفاسير المعتزلة ، بقى منها الكشاف للزمخشري الفقيه الحنفي ، وللبلاغة العربية فيه أعظم مكان . . [2] يروى الشاطبي - في كتابه الاعتصام - ما يوضح حاجة العصور كافة لهدى القرآن : رووا للأوزاعي ( 157 ) قول أحد الصحابة بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم بزمان : ( لو خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ما عرف شيئا مما كان عليه هو وأصحابه إلا الصلاة ) فقال الأوزاعي : فكيف لو كان اليوم ؟ . . كان ذلك في منتصف القرن الثاني للهجرة وفيه تابعو التابعين - فكيف الأمر فيما تلاه من قرون وقرون .
173
نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 173