نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 103
ولقد كان المنصور - نفسه - يجعل الصادق حجة من حججه ، وإذا فأخر أهل البيت فاخرهم به ! كتب إليه محمد بن عبد الله ( النفس الزكية ) يدعوه ليبايعه ، وعيره بأمهات العباسيين لأنهن أمهات ولد . وأم المنصور بربرية تدعى سلامة ، يتردد اسمها على ألسنة الذين فاخروه . فتولى المنصور كبره في الرد على محمد . ولم يدع الفرصة تفوته ليستفيد حجة من مكانة الإمام الصادق . قال فيما قال ( وما ولد فيكم بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أفضل من علي بن الحسين زين العابدين . وهو لأم ولد . ولهو خير من جدك حسن ابن حسن . وما كان فيكم بعده مثل محمد بن علي الباقر وجدته أم ولد ، ولهو خير من أبيك . ولا مثل ابنه جعفر . وجدته أم ولد ، وهو خير منك ) . وغض المنصور طرفه عن أن أم الولد في شجرة الباقر " شاه زنان " بنت كسرى ملك الفرس . وأين منها - بعد إذ أسلمت - سلامة ! على أن اللقاءات - أو الاحتكاكات - بين الرجلين لا تتوقف . فهذان قطبان . لكل منهما عالمه . وهما ضدان لهما مستويان . والشرف فيهما لرجل الدين والزهد والعلم . والملوك أحوج إلى العلماء من العلماء إلى الملوك . وأبو جعفر حريص غدر ، يسلط على الصادق من وقت لآخر ، وفي مكان بعد آخر ، وجوها من التهديد لشخصه والاتهام لولائه والإزراء بعلمه . يقول له ذات يوم في لقاء له بالكوفة : أنت يا جعفر ما تدع حسدك وبغيك وفسادك على أهل البيت من بنى العباس . وما يزيدك الله بذلك إلا شدة حسد ونكد ، وما تبلغ به ما تقدره . - فيجيبه الصادق : ( والله ما فعلت شيئا من ذلك . ولقد كنت في ولاية بنى أمية - وأنت تعلم أنهم أعدى الخلق لنا ولكم ، وأنه لا حق لهم في هذا الأمر - فوالله ما بغيت عليهم ولا بلغهم عنى شئ مع جفائهم الذي كان لي . وكيف أصنع هذا الآن . وأنت ابن عمى . وأمس الخلق بي رحما . وأكثر عطاء وبرا فكيف أفعال هذا ) !
103
نام کتاب : الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : عبد الحليم الجندي جلد : 1 صفحه : 103