14 - مذاهب الغلو التي كانت في بغداد وأشهرها مذهب الحلاج ، والشلمغاني ، ومذهب بشار الشعيري الذي عرف أتباعه بالكرخية المخمسة . وقد ترجم علماؤنا لعدد من المغالين وحذروا منهم . ومذهب المخمسة مأخوذ من مذهب الحلول المجوسي ، قالوا : « إن سلمان الفارسي والمقداد وعماراً وأبا ذر وعمر بن أمية الضمري ، هم الموكلون بمصالح العالم ، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً » . ( خلاصة الأقوال للعلامة / 364 ) . ولعل أول من أشاع ذلك في بغداد أحمد بن هلال الكرخي ، الملعون على لسان الإمام المهدي ( عليه السلام ) ، فسُمِّيَ أتباعه الكرخية والكرخيين . قال الطوسي في الغيبة / 414 : « وكان الكرخيون مخمسة ، لا يشك في ذلك أحدٌ من الشيعة ، وقد كان أبو دلف يقول ذلك ويعترف به . . وجنون أبي دلف وحكايات فساد مذهبه أكثر من أن تحصى ، فلا نطول بذكرها الكتاب ها هنا » . وقال العلامة الحلي ( قدس سره ) في خلاصة الأقوال / 364 ، عن علي بن أحمد الكوفي : « كان إمامياً مستقيم الطريقة وصنف كتباً كثيرة سديدة ، ثم خلط وأظهر مذهب المخمسة وصنف كتاباً في الغلو والتخليط . وقال ابن الغضائري : كذاب غال صاحب بدعة ومقالة » . وترجم في معجم البلدان : 4 / 447 ، لكرخيٍّ آخر على نفس المذهب ، لكنه من كرخة الأهواز ، لا كرخة بغداد ، قال : « أبو جعفر الكرخي المعروف بالجرو ، وهذا الرجل مشهور بالجلالة فيهم قديماً وكان مقيماً بالبصرة ، قال : وشاهدته أنا وهو