قالوا : أخبرنا عن الآيات التسع التي أوتيها موسى بن عمران . قلت : العصا ، وإخراجه يده من جيبه بيضاء ، والجراد ، والقمَّل ، والضفادع ، والدم ، ورفع الطور ، والمن والسلوى آية واحدة ، وفلق البحر . قالوا : صدقت ، فما أعطي نبيكم من الآيات اللاتي نفت الشك عن قلوب من أرسل إليه ؟ قلت : آيات كثيرة ، أعدها إن شاء الله ، فاسمعوا وعوا وافقهوا : 1 . أما أول ذلك : أنتم تقرون أن الجن كانوا يسترقون السمع قبل مبعثه ، فمنعت في أوان رسالته بالرجوم وانقضاض النجوم ، وبطلان الكهنة والسحرة . 2 . ومن ذلك : كلام الذئب يخبر بنبوته ، واجتماع العدو والولي على صدق لهجته وصدق أمانته ، وعدم جهله أيام طفولته وحين أيفع وفتى وكهلاً . لا يعرف له شكل ولا يوازيه مثل . 3 . ومن ذلك : أن سيف بن ذي يزن حين ظفر بالحبشة ، وفد عليه وفد قريش فيهم عبد المطلب ، فسألهم عنه ووصف لهم صفته ، فأقروا جميعاً بأن هذا الصفة في محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال : هذا أوان مبعثه ، ومستقره أرض يثرب وموته بها . 4 . ومن ذلك : أن أبرهة بن يكسوم قاد الفيلة إلى بيت الله الحرام ليهدمه قبل مبعثه فقال عبد المطلب : إن لهذا البيت رباً يمنعه ، ثم جمع أهل مكة فدعا ، وهذا بعدما أخبره سيف بن ذي يزن ، فأرسل الله تبارك وتعالى عليهم طيراً أبابيل ودفعهم عن مكة وأهلها . 5 . ومن ذلك : أن أبا جهل عمرو بن هشام المخزومي ، أتاه وهو نائم خلف جدار ، ومعه حجر يريد أن يرميه به ، فالتصق بكفه .