ولم يقدم عليه ، فاغتاظ الرشيد لذلك ودعا مسروراً الخادم فقال له : أخرج على البريد في هذا الوقت إلى بغداد . الخ . » . فقد كان في المرتين إقامة جبرية وسجن ، وكانت الثانية أطول ، وفي المرة الأولى أطلق سراحه ( عليه السلام ) وسمح له بالعودة إلى المدينة ، وفي الثانية سجنه في آخرها وقتله وكان الفاصل بين المرتين تسع سنوات ، ومدة الثانية أربع سنوات . وقد روي عن الإمام ( عليه السلام ) مجموعة أحاديث ومناظرات مع هارون ، والقاضي أبي يوسف ، والبرمكيين ، وأحاديث مع هشام بن الحكم ، وغيرهم ، وكانت في الفترتين اللتين أجبر فيهما الإمام ( عليه السلام ) على الإقامة في بغداد ، لكن يصعب التمييز بين ما كان منها في المرة الأولى والثانية ، خاصة وأن الرواة خلطوا بين أخبارهما . وقد تعنت ابن تيمية فأنكر أن يكون الإمام ( عليه السلام ) مرَّ من أمام بيت بشر الحافي وتاب على يده ، بحجة أنه ( عليه السلام ) كان في بغداد محبوساً ! وهذا دأب ابن تيمية في مسارعته لإنكار أي فضيلة لأهل البيت ( عليهم السلام ) . ( راجع : شرح منهاج الكرامة : 1 / 176 ) .