فقال هارون : قد استجاب الله دعوتك ! يا حاجب أطلق عن هذا ، ثم دعا بخلع عليه ثلاثاً وحمله على فرسه وأكرمه وصيره نديماً لنفسه ، ثم قال : هات الكلمات فعلمه قال : فأطلق عنه وسلمه إلى الحاجب ليسلمه الدار ويكون معه فصار موسى بن جعفر ( عليه السلام ) كريماً شريفاً عند هارون ، وكان يدخل عليه في كل خميس ، إلى أن حبسه الثانية فلم يطلق عنه حتى سلمه إلى السندي شاهك وقتله بالسم » . وروى الصدوق في عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 73 ، والمفيد في الإختصاص / 59 رواية مشابهة عن وزير الرشيد الفضل بن الربيع ، وأنه طلب من الإمام ( عليه السلام ) أن يعلمه الصلاة والدعاء اللذين علمه إياهما النبي ( صلى الله عليه وآله ) في منامه . 3 - خلط الرواة بين أخبار حبسه ( عليه السلام ) في المرة الأولى والثانية ينبغي التنبيه على أن بعض الرواة خلطوا بين أحاديث سجن الإمام ( عليه السلام ) في المرتين ، وقد تخللهما فرض الإقامة الجبرية عليه في بغداد . وعلامة المرة الأولى : أنها كانت في أول خلافة هارون كما نص المسعودي ، ولم يكن الفضل بن الربيع يومها وزيراً ، بل في المرة الأخيرة . وعلامتها : أن هاروناً ناظر الإمام ( عليه السلام ) فيها في وصف أبناء علي وفاطمة ( عليهما السلام ) بأنهم أبناء النبي ( صلى الله عليه وآله ) وذريته ، فاستدل الإمام ( عليه السلام ) بآيات القرآن واقتنع هارون . وبعد تسع سنين جاء هارون فسلم على النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ثم سلم عليه الإمام ( عليه السلام ) وقال : السلام عليك يا أبت ، فقال هارون : أشهد أنه أبوه حقاً ، وهو يدل على أن مناظرة الإمام ( عليه السلام ) معه في الموضوع كانت قبل ذلك .