والجسر الأسفل ففعل السندي ذلك ، وأمضى الخدم ما كانوا وجهوا فيه ، وحمل عدة من أولاد الفضل وجعفر ومحمد الأصاغر إلى الرشيد فأمر بإطلاقهم . وأمر بالنداء في جميع البرامكة : ألا أمان لمن آواهم ، إلا محمد بن خالد وولده وأهله وحشمه ، فإنه استثناهم لما ظهر من نصيحة محمد له ، وعرف براءته مما دخل فيه غيره » . وفي الأخبار الطوال / 391 ، أن هارون أمر « عند ممره ببغداد بخشبة جعفر بن يحيى أن تحرق » ! وبذلك أنهى صلب جثة جعفر البرمكي بعد سنة من صلبها ! ووصف في تاريخ بغداد : 7 / 168 ، الحالة التي وصلت إليها والدة جعفر البرمكي ، التي أفلتت من سجن هارون بعد موته ، قال : « عن محمد بن عبد الرحمن الهاشمي صاحب صلاة الكوفة قال : دخلت على أمي في يوم عيد أضحى وعندها امرأة برزة في أثواب دنسة رثة فقالت لي : أتعرف هذه ؟ قلت لا ، قالت : هذه عبادة أم جعفر بن يحيى بن خالد ، فسلمت عليها ورحبت بها وقلت لها : يا فلانة حدثيني ببعض أمركم . قالت أذكر لك جملة كافية فيها اعتبار لمن اعتبر وموعظة لمن فكر : لقد هجم عليَّ مثل هذا العيد وعلى رأسي أربع مائة وصيفة ، وأنا أزعم أن جعفراً ابني عاقٌّ بي ، وقد أتيتكم في هذا اليوم والذي يقنعني جلدا شاتين أجعل أحدهما شعاراً والآخر دثاراً » !