وقال بعضهم إن البرامكة تآمروا مع عبد الملك بن صالح العباسي لينصبوه خليفة بدل هارون ، وهو أحد أعمام هارون ، وكان شخصية متميزة على كل بني العباس في كفاءته وبلاغته ، وكان هارون يهابه ، وقد بعثه لحرب الروم مرات فلم يُقتل ، ثم ولاه الموصل ودمشق ومصر ، وعزله . ثم اتهمه بالتآمر عليه وحبسه وبقي في حبسه حتى أطلقه الأمين ( تاريخ : 37 / 21 ) . وتدل سياسة هارون وكلماته فيهم على أنه اعتقد أن البرامكة ارتكبوا جريمة خيانة الخليفة ولذلك بادر بتصفيتهم ! وتعمد أن يكتم السبب فقال : « لو علمت يميني بالسبب الذي له فعلت هذا لقطعتها » ! ( تاريخ اليعقوبي : 2 / 421 ) . والمرجح عندي أن الفضل بن يحيى لما سجن عنده الإمام الكاظم ( عليه السلام ) رأى من كراماته وآياته فمال إليه أو تشيع ، وأخذ يفكر جدياً في انقلاب على العباسيين لمصلحة بعض العباسيين أو العلويين ، وبحث ذلك مع أبيه وأخيه في سرية تامة عن هارون ! وقد حكت الروايات ( الطبري : 6 / 491 ) بطش هارون بالبرامكة بعد أربع سنوات من شهادة الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ، برواية مسرور خادم هارون ، قال : « أرسلني الرشيد لآتيه بجعفر بن يحيى لما أراد قتله ، فأتيته وعنده أبو زكار الأعمى المغني وهو يغنيه . . قال فقلت له : أجب أمير المؤمنين قال فرفع يديه ووقع على رجليَّ يقبلهما وقال : حتى أدخل فأوصي ! قلت : أما الدخول فلا سبيل إليه ولكن أوص بما شئت ، فتقدم في وصيته بما أراد وأعتق مماليكه ، ثم أتتني رسل أمير المؤمنين تستحثني به ، قال : فمضيت به إليه فأعلمته فقال لي وهو في فراشه : إئتني برأسه فأتيت جعفراً فأخبرته فقال : يا أبا هاشم الله الله ، والله ما أمرك