قالت كتاب كتبه لي ابن أبي قحافة ، قال أرينيه فأبت ، فانتزعه من يدها ونظر فيه ثم تفل فيه ومحاه وخرقه ، فقال لها : هذا لم يوجف عليه أبوك بخيل ولا ركاب ، فضعي الحبال في رقابنا ! فقال له المهدي : يا أبا الحسن حُدَّهَا لي ، فقال : حد منها جبل أحد ، وحد منها عريش مصر ، وحد منها سيف البحر ، وحد منها دومة الجندل ! فقال له : كل هذا ؟ قال : نعم يا أمير المؤمنين هذا كله ، إن هذا كله مما لم يوجف على أهله رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بخيل ولا ركاب ! فقال : كثيرٌ ، وأنظر فيه » ! أقول : يشمل هذا التحديد قسماً من الجزيرة وبلاد الشام إلى العريش ، وهو أول حدود مصر ( معجم البلدان : 3 / 312 ) وقسمٌ من هذه البلاد فتح عنوة ، فلا بد أن يكون استحقاق النبي ( صلى الله عليه وآله ) لأرضها بسبب أنها لم تفتح بإذن الإمام بعده ( عليه السلام ) ، ولا ينافي ذلك أن الإمام شارك في فتحها ، وخطط لمعاركها عسكرياً . وقد روي أن الإمام الكاظم ( عليه السلام ) حدد فدكاً للرشيد بتحديد آخر ، يشمل كل الدولة الإسلامية ، ليقول له بذلك إن فدكاً رمز لظلامتنا في الخلافة ! ففي مناقب آل أبي طالب : 3 / 435 : « في كتاب أخبار الخلفاء : أن هارون الرشيد كان يقول لموسى بن جعفر : خذ فدكاً حتى أردها إليك فيأبى حتى ألح عليه فقال ( عليه السلام ) لا آخذها إلا بحدودها ! قال : وما حدودها ؟ قال : إن حددتها لم تردها ؟ قال : بحق جدك إلا فعلت ، قال أما الحد الأول فعدن ، فتغير وجه الرشيد وقال : إيهاً ، قال : والحد الثاني سمرقند . فاربد وجهه ! والحد الثالث : إفريقية ، فاسود وجهه وقال : هيه ! قال : والرابع سيف البحر مما يلي الجزر وأرمينية ! قال الرشيد : فلم