قلت ، لم ينقص ولم يزد يوماً واحداً ، فعلمت أنك الإمام الذي فرض الله طاعته لا يسع الناس جهلك ، فحمدت الله لذلك . فقال : يا أبا خالد من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية ، وحوسب بما عمل في الإسلام » . ولم أجد كلمة ( الفسقارات ) ولا بد أنها سلعة تتوفر في محطة زبالة ، دون المدينة . ويظهر أن المهدي بعث جماعة أو سرية ، ليُحضروا الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ، ليقتله ، وقد ناظره أولاً ، ثم حبسه وعزم على قتله ، فرأى ذلك المنام المرعب فأطلقه ، وعاد الإمام ( عليه السلام ) إلى المدينة في الوقت الذي حدده لأبي خالد الزبالي ( رحمه الله ) ! ويبدو أن الإمام ( عليه السلام ) أخذ عائلته معه في تلك السفرة ، ففي الكافي : 3 / 202 : « لما رجع أبو الحسن موسى ( عليه السلام ) من بغداد ومضى إلى المدينة ، ماتت له ابنة بفيد ، فدفنها وأمر بعض مواليه أن يجصص قبرها ، ويكتب على لوح اسمها ويجعله في القبر » . وتقع فيد ، بين الحجاز والعراق ، جنوب حائل . ( معجم البلدان : 4 / 282 ) . وسيأتي أن المهدي حبس الإمام ( عليه السلام ) فرأى مناماً مرعباً فأطلقه . 10 - وأخبر ( عليه السلام ) بأن المهدي لا يقتله ولا الذي بعده ! « عن ابن سنان قال : دخلت على أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) من قبل أن يقدم العراق بسنة ، وعليٌّ ابنه جالس بين يديه ، فنظر إليَّ فقال : يا محمد أما إنه سيكون في هذه السنة حركة فلا تجزع لذلك ! قال قلت : وما يكون جعلت فداك ؟ فقد أقلقني ما ذكرت ! فقال : أصير إلى الطاغية ، أما إنه لا يبدأني منه سوء ، ومن الذي يكون بعده . قال قلت : وما يكون جعلت فداك ؟ قال : يضل الله الظالمين ويفعل الله ما