خطبته ، واستمرت البدعة إلى الآن » ! وقال العلامة الحلي ( رحمه الله ) في منهاج الكرامة / 69 : « ابتدعوا أشياء اعترفوا بأنها بدعة ، وأن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : كل بدعة ضلالة وكل ضلالة فإن مصيرها إلى النار . وقال : من أدخل في ديننا ما ليس منه فهو ردٌّ عليه ! ولو رُدُّوا عنها كرهته نفوسهم ونفرت قلوبهم ، كذكر الخلفاء في خطبتهم ، مع أنه بالإجماع لم يكن في زمن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ولا في زمن أحد من الصحابة والتابعين ، ولا في زمن بني أمية ولا في صدر ولاية العباسيين ، بل هو شئ أحدثه المنصور لما وقع بينه وبين العلوية فقال : والله لأرغمن أنفي وأنوفهم ، وأرفعن عليهم بني تيم وعدي ، وذكر الصحابة في خطبته ، واستمرت هذه البدعة إلى هذا الزمان » ! انتهى . فالهدف الأهم عنده أن يواجه ثورات العلويين ، لذلك رأى أن يعيد الاعتبار لأبي بكر وعمر ، حتى لو ناقض بذلك نفسه ونقض مذهب بني العباس ! فقوله : لأرغمن أنفي وأنوف بني علي ، معناه : عليَّ وعلى أعدائي يا رب ! فأصدر أمرهً إلى خطباء الجمعة في أنحاء الدولة بأن يترضوا على أبي بكر وعمر ، وأمر الفقهاء أن يفتوا به : « قال مالك : قال لي المنصور : من أفضل الناس بعد رسول الله ؟ فقلت : أبو بكر وعمر . فقال : أصبت ! وذلك رأي أمير المؤمنين » . ( النهاية لابن كثير : 10 / 130 ) . وقد بحثنا مرسومه في الترضي عن الشيخين في كتاب : كيف رد الشيعة غزو المغول . الخامس : تعظيم جده العباس وحصر الخلافة بأولاد ه فقد وضع المنصور وأولاده أحاديث في مناقب العباس وأنه الوارث الوحيد للنبي ( صلى الله عليه وآله ) لأنه عمه ، وأنه أولى به من ابن عمه علي ( عليه السلام ) وولديه الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ، وبعد العباس يأتي مقام أبي بكر وعمر ، رغم أنهم أخذا الخلافة وهي حقٌّ للعباس وأولاده ! لكن رضي الله عنهما ، فهما خير من علي وأبناء علي ! ثم زعم المنصور أنه رأى النبي ( صلى الله عليه وآله ) في منامه فعقد له لواءً وأوصاه بأمته « وعممه بعمامة من 23 دوراً ، وقال له : خذها إليك أبا الخلفاء إلى يوم القيامة » ! قال « ينبغي لكم أن تثبتوها في ألواح الذهب وتعلقوها في أعناق الصبيان » ! ( تاريخ بغداد : 1 / 85 ، وتاريخ دمشق : 32 / 301 ، وابن كثير : 10 / 129 ، وحكم بصحة المنام ) ! وكان المنصور وأولاده لا يقبلون أن يقال إن جدهم العباس قال لعلي عند وفاة