أعداءه حتى قُتل في سبيله ، إِلى أن يقول : إِن زيد بن علي عليه السّلام لم يدع ما ليس له بحق ، وإنه كان أتقى للّه من ذلك ، إنه قال : أدعوكم للرضا من آل محمّد صلّى اللّه عليه وآله [1] . ولم تكن هذه الصراحة من الرضا عليه السّلام إِلا لأن العهد عهد العبّاسيّين ويقول ابنه يحيى : رحم اللّه أبي كان أحد المتعبّدين قائماً ليله صائماً نهاره جاهد في سبيل اللّه حقّ جهاده ، فقال عمير بن المتوكل البلخي : فقلت : يا بن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله هكذا يكون الإمام بهذه الصفة ، فقال : يا عبد اللّه إِن أبي لم يكن بإمام ، ولكن كان من السادة الكرام وزهّادهم ، وكان من المجاهدين في سبيل اللّه ، قال : قلت : يا بن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله إِن أباك قد ادعى الإمامة لنفسه وخرج مجاهداً في سبيل اللّه ، وقد جاء عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فيمن ادَّعى الإمامة كاذباً ، فقال : مه مه يا عبد اللّه إِن أبي كان أعقل من أن يدَّعي ما ليس له بحق ، إِنما قال : أدعوكم إِلى الرضا من آل محمّد صلّى اللّه عليه وآله ، عنى بذلك ابن عمّي جعفراً عليه السّلام ، قال : قلت : فهو اليوم صاحب فقه ، قال : نعم هو أفقه بني هاشم . [2] وهذا الحديث كما كشف عن منزلة زيد الرفيعة في الدين والفضيلة وبطلان ما نسبوه إليه ، فقد أثبت ليحيى مقاماً عليّاً في الورع والعلم والفقه . والأحاديث عن نزاهة زيد عن تلك الدعوى وافرة جمّة ، فهو أتقى وأنقى من أن يلوّث نفسه الطاهرة بدعوى الإمامة ، وإِنّما ادَّعتها له بعض الناس بعد وفاته فعرفوا بالزيديّة لتلك المقالة .