responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) نویسنده : الشيخ محمد حسن المظفر    جلد : 1  صفحه : 199


الذي خلقتها ، فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام : أليس خالق الشيء يعرف كم خلقه ؟ قال : بلى ، قال عليه السّلام : فتعرف الذكر من الأنثى وتعرف عمرها ؟ فسكت .
وللصادق عليه السلام نظير ذلك مع الجعد بن درهم ، وكان من أهل الضلال والبدع ، وقتله والي الكوفة يوم النحر لذلك ، قال ابن شهرآشوب : قيل إِن الجعد بن درهم جعل في قارورة ماءً وتراباً فاستحال دوداً وهواماً فقال لأصحابه : أنا خلقت ذلك لأني كنت سبب كونه ، فبلغ ذلك جعفر بن محمّد عليهما السلام ، فقال : ليقل كم هي ؟ وكم الذكران منه والإناث إِن كان خلقه ، وكم وزن كلّ واحدة منهنّ ، وليأمر الذي سعى إلى هذا الوجه أن يرجع إلى غيره ، فانقطع وهرب .
ثمّ أن ابن أبي العوجاء عاد إليه في اليوم الثاني فجلس وهو ساكت لا ينطق فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام : كأنك جئت تعيد بعض ما كنّا فيه ، فقال : أردت ذلك يا ابن رسول اللّه ، فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام : ما أعجب هذا تنكر اللّه وتشهد أني ابن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ! فقال : العادة تحملني على ذلك ، فقال له الصادق عليه السّلام : فما يمنعك من الكلام ، قال : إِجلال لك ومهابة ، ما ينطق لساني بين يديك ، فإني شاهدت العلماء وناظرت المتكلّمين فما تداخلني هيبة قط مثلما تداخلني من هيبتك ، قال عليه السّلام : يكون ذلك ، ولكن أفتح عليك سؤالاً ، وأقبل عليه فقال له : أمصنوع أنت أم غير مصنوع ؟ فقال له ابن أبي العوجاء : أنا غير مصنوع ، فقال له الصادق عليه السّلام : فصف لي لو كنت مصنوعاً كيف كنت تكون ؟ فبقي عبد الكريم مليّاً لا يحير جواباً وولع بخشبة كانت بين يديه وهو يقول : طويل عريض عميق قصير متحرّك ساكن كلّ ذلك من صفة خلقه ، فقال له الصادق عليه السّلام فإن كنت لم تعلم صفة الصنعة من غيرها فاجعل نفسك مصنوعاً لما تجد في نفسك ممّا يحدث من هذه الأمور ، فقال له عبد الكريم : سألتني عن مسألة لم يسألني

199

نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) نویسنده : الشيخ محمد حسن المظفر    جلد : 1  صفحه : 199
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست