نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) ، علم وعقيدة نویسنده : رمضان لاوند جلد : 1 صفحه : 15
هذه تأملات وصور مرقت في ذهني مروق الشهاب اللامع في دجنة الليل ، حينما وضع صاحب دار مكتبة الحياة السيد يحيى الخليل بين يدي مجموعة من الأخبار والروايات التي تتعلق بسيرة الإمام جعفر الصادق ، علم من أعلام تاريخنا ، بل هو من سلسلة الأعلام وأسطعها . ومن سلسلة الرجال ، مقدمها . وطلب إلي أن أقدم هذه المجموعة من الأخبار بمقدمة تليق بصاحبها في حدود ما يتاح لي من المعرفة ويتهيأ لي من الجهد . فانتهزتها فرصة سعيدة ، أتحدث فيها إلى القارئ العربي الكريم عما تكاد نفسي أن تنفجر عنه . ولم أجد طريقا أقرب إلى المواطن العربي من طريق الكتابة . وكتبت لا لأن هذه الأخبار قد جمعت بعد دراسة وتنظيم . ولا لأن صاحبها قد استعمل المنهج الجدلي الذي نحن في أشد الحاجة إليه ، بل لأنها تشير إلى رجل اجتمعت فيه فضائل الإنسان ذي الرسالة الحضارية ، إنسان ظهر فيه القلق إلى المعرفة والتوق إلى الحقيقة . والقلق عنوان الحياة عنوان التقدم . وهو الحافز الذي يدفع بصاحبه إلى النهوض بمسؤولياته ، يحركه عندما يسكن ، ويشجعه عندما ييأس ، ويقويه عندما يضعف . إنه القلق الذي يربط صاحبه أبدا بذيول اللانهاية ويشده إليها شدا لا تردد فيه ولا تهاون . يوجه به إلى اللانهاية ، ، إلى الله ، قلبه وعقله . أما قلبه فيتخذ طريقه في قلوب الناس ، يحمل إليها الدفء والقوة والأمل والحب . وأما عقله فيتخذ طريقه في المعرفة ، معرفة ما كمن من الحقائق في الطبيعة وما انطوى من الأفكار في النفس ، وما تاه وانتشر من التأملات في الفضاء . هذا القلق الذي عبر عنه القول المأثور : " أن الدنيا سجن المؤمن لا
15
نام کتاب : الإمام الصادق ( ع ) ، علم وعقيدة نویسنده : رمضان لاوند جلد : 1 صفحه : 15