نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي جلد : 1 صفحه : 96
وكان يطعمهم أول ما يطعمهم بمكة قبل التروية بيوم ، ثم بمنى ، وبجمع وعرفة ، يثرد لهم الخبز واللحم ، والخبز والسمن ، والسويق والتمر ، ويحمل لهم الماء ، فيطعمهم ويسقيهم حتى يصدروا . وكان اسم هاشم عمرا ، ويقال له : عمرو العلا . وإنما سمى هاشما لهشمه الخبز بمكة لقومه ، وهو فيما يذكرون أول من سن الرحلتين لقريش ، رحلة الشتاء والصيف . وفى ذلك يقول بعض شعرائهم : < شعر > عمرو العلا هشم الثريد لقومه * قوم بمكة مسنتين عجاف « 1 » سنت إليه الرحلتان كلاهما * سفر الشتاء ورحلة الإصياف < / شعر > وذلك أن قريشا كانوا قوما تجارا ، وكانت تجارتهم لا تعدو مكة ، إنما يقدم الأعاجم بالسلع فيشترون منهم ويتبايعون فيما بينهم ، ويبيعون ممن حولهم من العرب . فلم يزالوا كذلك حتى ذهب هاشم إلى الشام ، فكان يذبح كل يوم شاة ، فيصنع جفنة ثريد ، ويدعو من حوله فيأكلون . وكان هاشم من أحسن الناس وأجملهم ، إلى شرف نفسه وكرم فعاله . فذكر لقيصر فدعا به فلما رآه وكلمه أعجب به وأدناه . فلما رأى هاشم مكانه منه ، طلب منه أمانا لقومه ليقدموا بلاده بتجاراتهم . فأجابه إلى ذلك . وكتب لهم قيصر كتاب أمان لمن أتى منهم . فأقبل هاشم بذلك الكتاب ، فكلما مر بحى من أحياء العرب أخذ من أشرافهم إيلافا لقومه يأمنون به عندهم وفى أرضهم من غير حلف ، وإنما هو أمان الطريق . واستوفى أخذ ذلك ممن بين مكة والشام ، فأتى قومه بأعظم شىء أتوا به قط بركة ، فخرجوا بتجارة عظيمة ، وخرج هاشم معهم ليوفيهم إيلافهم الذى أخذ لهم من العرب ، فلم يزل يوفيهم إياه ، ويجمع بينهم وبين العرب حتى قدم بهم الشام . فهلك هاشم فى سفره ذلك بغزة من أرض الشام . وكان أول بنى عبد مناف هلكا . وخرج المطلب بن عبد مناف ، وهو يسمى الفيض لسماحته وفضله ، إلى اليمن ، فأخذ من ملوكهم أمانا لمن تجر من قومه إلى بلادهم ، ثم أقبل يأخذ لهم الإيلاف ممن
( 1 ) هشم الثريد : به سمى هاشم بن عبد مناف أبو عبد المطلب جد النبى صلى اللّه عليه وسلم كان يسمى عمرا وهو أول من ثرد الثريد وهشمه فسمى هاشما ، فقالت فيه ابنته هذه الأبيات ، وقال ابن برى : الشعر لابن الزبعرى . انظر هذا القول والبيت فى اللسان ( 12 / 611 ) .
96
نام کتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله ( ص ) والثلاثة الخلفا نویسنده : سليمان بن موسى الكلاعي جلد : 1 صفحه : 96